الاثنين، 15 ديسمبر 2025

نوافذ الاوعي بقلمي الشاعرة د سحر حليم أنيس سفيرة السلام الدولي

 





نوافذ الاوعي

1

ويمضي الليل فوقَ وجهي ساكنًا

ويرسمُ في الظلّ أجسادَ أحلامي

وأحملُ صوتَ الريحِ في يديّ صامتًا

كي أزرعَ فوقَ قلبي ألوانَ غيابٍ

وأطيرُ مع الغيمِ فوقَ مسافاتٍ

تختلطُ فيها خطوطُ الدمعِ بالنهارِ

وأرى دخانَ الصمتِ يفتحُ أبوابًا

تسري فيها الأرواحُ بلا موانعِ

2

وأسمعُ خفقاتِ قلبي تصنعُ حروفًا

تنكسرُ وتعودُ على شكلِ نجومٍ

وأفتحُ عيني لأجدَ الكونَ يتلوى

كطفلٍ ينامُ على كفّ الغيمِ الصغيرِ

وأجعلُ الليلَ مرايتي، والظلَّ ملاذًا

أرى فيه صورَ وجوهٍ لم تزلْ حيةً

وأسبحُ في بحرِ الخيالِ دونَ شراعٍ

فتطفو على الماءِ شظايا من حنينٍ

3

وألتقطُ من الدموعِ خيوطَ الفجرِ

وأنسجُ بها ثوبَ الأيامِ القادمِ

وأغلقُ كلَّ أبوابِ الواقعِ بيدي

ليظلَّ الحلمُ مفتوحًا بلا انتهاءٍ

وأمزجُ بين الصمتِ والضوءِ والألوانِ

كي يولدَ من داخلي عالمٌ غيرُ مسمّى

وأمضي في الظلالِ أبحثُ عن نفسي

فتعودُ الروحُ طفلةً تتسلقُ السحابَ

4

وأرى كلَّ لحظةٍ تتكوّنُ من ألفِ حلمٍ

وكلُّ حلمٍ يفتحُ نافذةً على السرِّ

وتمرُّ الطيورُ المقلوبةُ على صدري

وتسقطُ من جناحِها قطراتُ ظلالٍ

وأسمعُ همسَ السحابِ يُعيدُ ترتيبَ أقداري

كي يصبح الليلُ كفًّا يضمُّ رياحي

وأرى المدينةَ تبتلعُ نفسها في صمتٍ

كأنّها لوحةٌ تتلوّنُ بلا ألوانٍ

5

وأمشي على جدارِ الزمانِ المائلِ

أرى خطواتي تتبدّلُ كلّ مرةٍ بألفِ وجهٍ

وألتقطُ من أعماقِ العدمِ خيطًا

أنسجهُ على صدرِ الليلِ كقصةٍ غير منتهيةٍ

وأغرقُ في مرايا الذكرى التي

تنبعثُ من داخلي كلّ يومٍ على شكلِ ظلٍّ

وأعرفُ أنّي لا أملك إلا أن أكون

رحلةً بلا نهاية، صدىً بلا جسدٍ

6

فيا أيها الليلُ، خذني معك

ولتكن عيناي مرآةَ كلِّ ما لا يُقالُ

وأظلُّ أكتبُ من دموعي ألوانًا

حتى يغدو الصمتُ نصًّا يقرأهُ الغيمُ

وأرى الكونَ ينبضُ بين أصابعي

ويعيد ترتيبَ كلّ الأشياءِ في سرٍّ

وأعرفُ أنّ اللاوعيَ بيتُنا الوحيدُ

حيث لا بدايةَ ولا نهايةَ، فقط وجودُ

بقلمي الشاعرة/د.سحرحليم أنيس

سفيرة السلام الدولي

القاهرة 15/12/2025

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نوافذ اللاوعي بقلمي الشاعرة /د. سحر حليم أنيس سفيرة السلام الدولي

                                  نوافذ اللاوعي.   ​1 ويمضي الليلُ فوقَ وجهي ساكنًا ويرسمُ في الظلِّ أجسادَ أحلامي وأحملُ صوتَ الريحِ في يدي...