الخميس، 26 سبتمبر 2024

القلب الجريح بقلمي الشاعرة د /سحر حليم أنيس

القلب الجريح 

يا حبيبي، كم مضى من عمري في غيابكِ  

كأنني شجرةٌ عاريةٌ في شتاءٍ قارسِ،  

تتوقُ إلى لمسةِ الربيعِ، تشتاقُ،  

لكنني أجهلُ كم تبقى لي في هذه الحياةِ،  

كأنني أبحرُ في نهرٍ من الزمنِ،  

تجري مياههُ بين ضفافِ الذكرياتِ.

************

أعرفُ كم كانت الفرحةُ تعمُّ قلبي حينما كنتَ بجانبي،  

تلك اللحظاتُ التي كانت فيها ضحكتُكَ كنسيمٍ رقيقٍ،  

تتراقصُ الألوانُ حولنا، كأنما كنا نعيشُ في لوحةٍ سحريةٍ،  

لكنني لا أستطيعُ أن أستشرفَ متى ستعودُ تلك السعادةُ المفقودةُ،  

كأنها حلمٌ بعيدٌ يتلاشى مع كل شروقِ شمسٍ،  

تتبددُ كما تتلاشى أصداءُ الأغاني في الفضاءِ.

************

أدركُ من أحبهم بصدقٍ، من يزرعون الفرحَ في حياتي،  

وأجدُ سعادتي في كلِّ لقاءٍ يجمعني بهم،  

كأنما كلُّ كلمةٍ نطقنا بها كانت لحنًا،  

لكن القلبَ يظلُّ يتساءلُ: من يحبني بصدقٍ؟  

من يشعرُ بغيابي كما أشعرُ بغيابهم؟  

فقلبي ضائعٌ في دوامةٍ من المشاعرِ،  

أسيرٌ بين آمالٍ وأحزانٍ لا تنتهي،  

كأنني أرقصُ على أنغامِ الحياةِ،  

بينما أبحثُ عن لحنٍ يوقظني من غفوتي.

************

أعلمُ أن الوفاءَ هو خيطٌ رقيقٌ يربطُ بين القلوبِ،  

كخيوطِ العنكبوتِ التي تلمعُ في ضوءِ القمرِ،  

وأنني في حبي متفانٍ، أقدمُ كلَّ ما أملكُ دون ترددٍ،  

فمن يدخلُ قلبي يصبحُ جزءًا مني،  

كأنما أزرعُ فيه شجرةً تحملُ ثمارَ الحبِّ،  

لا أستطيعُ أن أتصورَ كيف يمكنه أن يغادرَ،  

لكن في المقابل، من أدخلتهُ قلبي دون حبٍّ حقيقيٍ،  

لا أستطيعُ أن أكونَ متفانيًا له،  

فالحبُّ لا يُفرضُ، بل يُشعرُ به،  

كأنما هو لحنٌ يترددُ في أعماقِ الروحِ.

************

هكذا تسيرُ الحياةُ، نكتشفُ أنفسنا ونتعرفُ على مشاعرنا،  

لكن في زحامِ الأيامِ، ننسى أحيانًا من هو الجاني في قصصِ الحبِّ،  

أهي الأقدارُ التي تتلاعبُ بنا، أم نحنُ من نختارُ الطريقَ الخطأَ؟  

نزرعُ الحبَّ في قلوبنا، ونسقيه بصدقنا وعطفنا،  

لكننا غالبًا ما نجني من ثمارِ هذا الحبِّ الأشواكَ التي تؤلمنا،  

كلُّ شوكةٍ تذكرني بفراقٍ أو جرحٍ عميقٍ،  

كأنها جروحٌ تنزفُ في صمتٍ،  

تتحدثُ بلغةِ الألمِ التي لا يفهمها سواي.

************

ليت كلَّ القلوبِ تتفانى في حبِّها،  

فحينها ستصبحُ الدنيا جنةً مليئةً بالحبِّ والسلامِ،  

لكن الواقعَ يظلُّ قاسيًا،  

وتبقى الذكرياتُ عالقةً في زوايا القلبِ،  

تذكرني دائمًا بأن الشغفَ قد يكونُ سلاحًا ذا حدين،  

يجلبُ السعادةَ والألمَ في آنٍ واحدٍ،  

كأنما هو رقصٌ على حافةِ الهاويةِ،  

حيث كلُّ خطوةٍ قد تقودني إلى السقوطِ.

************

فهل سيأتي يومٌ أستطيعُ فيه أن أرى الحبَّ بعينِ الأملِ،  

بدلاً من أن أراه عبر غيومِ الحزنِ التي تظللُ أيامي؟  

أم سأظلُّ أعيشُ في هذه الدوامةِ،  

أبحثُ عن سعادةٍ قد تكونُ بعيدةً كنجومِ السماءِ،  

تتألقُ في عتمةِ الليلِ، لكن لا أستطيعُ الوصولَ إليها،  

كأنها حلمٌ يتلاشى مع كلِّ نسمةٍ تمرُّ،  

أم أنني سأظلُّ أسيرًا في زنازينِ الذكرياتِ،  

أسترجعُ لحظاتٍ كانت فيها الحياةُ مليئةً بالحبِّ،  

وأتمنى لو تعودَ تلك الأيامُ،  

حيث كانت القلوبُ تتوحدُ في نغمةٍ واحدةٍ،  

تغني أغنيةَ الحياةِ بكلِّ ما فيها من شغفٍ وألمٍ،  

وتتراقصُ الأقدارُ على أنغامِ الحبِّ،  

كأنما نعيشُ في قصةٍ لا تنتهي،  

حيث كلُّ لحظةٍ هي وعدٌ جديدٌ،  

بأن الحبَّ سيعودُ ليزهرَ من جديدٍ،  

كزهورِ الربيعِ التي تتفتحُ بعدَ الشتاءِ القاسي،  

كأنما كلُّ زهرةٍ تحملُ في طياتها ذكرى،  

تتفتحُ لتروي قصةَ عشقٍ لا يموتُ.

بقلمي الشاعرة /سحر حليم أنيس 

سفيرة السلام الدولي 

القاهره /26/9/2024

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دنيا عجب بقلمي الشاعرة د سحر حليم أنيس سفيرة السلام الدولي

                                      دنيا عجب عجباً يا دنيانا العجيبةُ   كأنكِ سحرٌ في ليالي السُرُرِ   لم تتركي لي شيئاً من الأملِ   كأنكِ...