السبت، 28 سبتمبر 2024

"ضحكات في زمن القهر" بقلمي الشاعرة د سحر حليم أنيس سفيرة السلام الدولي

                            ضحكات في زمن القهر 

 في عالمٍ مليءٍ بالتحدياتِ،   

تتلاشى القيمُ كالشمعاتِ،  

تتساقطُ كأوراقِ الشجرِ،  

تُداسُ تحتَ أقدامِ الصعوباتِ،  

كأحلامٍ بلا فائدةٍ،  

وفي زوايا الشوارعِ،  

تتراقصُ البطالةُ كعنكبوتٍ،  

تنسجُ خيوطَها حولَ أحلامنا،  

تضحكُ، بينما نحنُ نلهثُ،  

 "خمسةٌ وعشرونَ جنيهًا من الخضارِ!" 

كأنها تذكرةٌ لدخولِ عالمِ السحرِ،  

حيثُ كلُّ شيءٍ يبدو جميلًا،  

لكننا نعودُ إلى واقعٍ مملوءٍ بالشوائبِ،  

كأننا في عرضٍ بهلواني،  

حيثُ كلُّ شيءٍ معكوسٌ.

**********

شبابٌ محاصرٌ في دوامةِ القهرِ،  

كأسرىٍ في سجنٍ بلا جدرانِ،  

يلعبونَ بشجاعةٍ في لعبةِ شطرنجٍ،  

لكنَّ كلَّ القطعِ ضدهم،  

وكأنَّ القدرَ يُنصبُ لهم الفخاخَ،  

 "انظروا لهذا الشابِ، أسلوبه الفريدُ!"  

     بينما هو يحاولُ البقاءَ،  

كزهرةٍ في صحراءَ،  

تبحثُ عن الماءِ كمن يبحثُ عن الأملِ،  

لا ظلَّ، مجردُ سرابٍ يُخدعُ الناظرينَ،  

وكلما حاولَ أن يزهرَ،  

تأتي الرياحُ لتسخرَ منه،  

كأنها تقولُ: "أنت هنا لتضحكنا، أليس كذلك؟"

**********

أما الكرامةُ، أين ذهبت؟  

سقطت في حفرةٍ عميقةٍ،  

ككائنٍ غريبٍ في عالمٍ بلا ملامحِ،  

تُباعُ في مزاداتٍ تحتَ الأضواءِ الخافتةِ،  

والأعلى سعرًا هو من يملكُ أكبرَ قلةٍ من الضميرِ،  

 "أهلاً وسهلاً في عالمنا، حيثُ الأخلاقُ تُباعُ بالجملةِ!"   

 "هل تريدُ كرامةً؟ احصل عليها بسعرٍ مغري!" 

**********

هل من أملٍ في هذا الواقعِ؟  

أحيانًا أُبكي لقطةً أو كلبً جائع،  

كيف للقلبِ أن يتحجرَ؟  

كصخرةٍ في دربٍ مليءٍ بالأشواكِ،  

أمامَ معاناةٍ تُشبهُ عرضًا مسرحيًا بلا جمهورٍ،  

حيثُ الممثلونَ يرقصونَ على أنغامِ الفشلِ،  

والمشاهدونَ يضحكونَ، لكنهم في الحقيقةِ يبكونَ،  

 "أهلاً بكم في عرضنا المذهلِ، حيثُ الفشلُ هو البطلُ!" 

**********

  لنكن صادقين، الأدبُ سلاحٌ،  

قصائدُ تعبرُ عن الأحزانِ والأفراحِ،  

كأنها طيورٌ تحلقُ في سماءِ مظلمةٍ،  

تبحثُ عن ضوءٍ يُنيرُ دروبَ الضياعِ،  

لكنها تصطدمُ بسقفِ اللامبالاةِ، كغيمٍ كثيفٍ،  

 "أهلاً بكم في عالمنا، حيثُ الكلماتُ تُسجنُ في زنازينِ الصمتِ!" 

**********

دعونا نتأملُ في زمنِ الانحرافِ،  

كأننا في عرضِ أزياءٍ للأخطاءِ،  

بينما الأمواجُ تبتلعُ الآمالَ،  

نبحثُ عن "خمسةٌ وعشرونَ جنيهًا" في زمنٍ مُعَتمٍ،  

كمن يبحثُ عن الكنزِ في قاعِ البحرِ،  

بينما العواصفُ تعصفُ بالأحلامِ،  

 "هل تريدُ أن تكونَ ناجحًا؟ عليك أن تتقنَ فنَّ الفشلِ!" 

**********

فلنحتفلْ بحياتنا، رغمَ التحدياتِ،  

كالنحلِ الذي يجمعُ الرحيقَ من الأزهارِ،  

لكننا نُضيعُ الوقتَ في البحثِ عن العسلِ،  

بينما العسلُ مملوءٌ بالشوائبِ،  

 "أهلاً بكم في مصنعِ الأحلامِ، حيثُ الجودةُ ليست مضمونةً!"   

ولنجعلْ من السخريةِ، جسرًا نحو الأملِ،  

حتى في ظلماتِ الليلِ، نرى بريقَ النجومِ،  

ونضحكُ، كمن يشاهدُ مسرحيةً هزليةً،  

لكنها في الحقيقةِ، واقعٌ مؤلمٌ،  

حيثُ الضحكُ هو الدواءُ،  

لكننا نحتاجُ إلى وصفةٍ طبيةٍ.

بقلمي الشاعرة د سحر حليم أنيس 

      سفيرة السلام الدولي 

      القاهره/   28/8/2024

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دنيا عجب بقلمي الشاعرة د سحر حليم أنيس سفيرة السلام الدولي

                                      دنيا عجب عجباً يا دنيانا العجيبةُ   كأنكِ سحرٌ في ليالي السُرُرِ   لم تتركي لي شيئاً من الأملِ   كأنكِ...