دنيا عجب
عجباً يا دنيانا العجيبةُ
كأنكِ سحرٌ في ليالي السُرُرِ
لم تتركي لي شيئاً من الأملِ
كأنكِ غيمةٌ سوداءُ في العَصِرِ
أخذتِ مني أشياءً عزيزةً
وأخرى كالأحلامِ تاهت في زحامِ
والآن أشعر بالغربةِ وحدي
كغريبٍ في وطنٍ، يبحث عن سلامِ
أحاول رسم الأملِ في عيوني
كفنانٍ يخطو على لوحاتِ العذابِ
أو ضحكةً مرسومةً على وجهي
كقمرٍ غائبٍ في ليالي السُرُرِ
أعلنها شراعاً للأملِ في عيوني
حتى وإن فقدتُ كل جمالٍ في داخلي
سأبقى أتمسك بالحياةِ
وأعانق العشقَ كزهرةٍ ترفض الذبولِ
آه عليكِ، يا دنيا العجبِ
كل العجبِ، فيكِ أرى الألمَ
لا زلت قادرةً على احتضانِ
أحزاني كأمٍ تعانق طفلها الباكي
أعيش... أتعايش معها،
أقاوم... أتحمل الصدماتِ،
كجبلٍ صامدٍ أمام العواصفِ،
أصبر عليها... أصابرُ،
أعدو... أجاري تيارها،
رغم التغييرِ، لا يزال في داخلي
حب التحدي، كطائرٍ يحلق في سماءٍ
عاصفةٍ، رغم ضعفي ومعاناتي،
لا زلت قادرةً على الوقوفِ
كشجرةٍ تتحدى الرياحَ العاتيةَ،
طولي لا يزال منتصباً،
لا زلت حاضرةً، متمسكةً بالحياةِ.
أعيش يومي، رغم هشاشتي،
أستند على عزيمتي، كفارسٍ
لا يعرف الهزيمةَ، أفضل أن أقاوم
على أن أنحني أو أستنجدي،
سأقاوم حتى آخر نفسٍ
ولا أهتز أبداً، لا أحد يلاحظ ضعفي
ولا يرى الحزن في ملامحي،
الدنيا وأهلها ظلموني مراراً،
لكنني لن أحاول أن أظلمهم
أو أظلم نفسي، سأساعد من كسرني
ومن جرح كبريائي، صعبٌ أن أستسلم
سهلاً أن أقاوم، مهما كانت الرياحُ
قويةً وغادرةً، صعبٌ أن أستسلم
سهلاً أن أنحني حتى تمر وتنتهي،
كثيرةٌ هي المواجهاتُ، تتغير باستمرار،
تجهدني... لكنني أقاوم... أتعلم،
لن أخاف يوماً، مرت بي الكثير من التجارب،
الذي رأيته زادني خبرةً وثقةً،
حياتي خزينةٌ واسعةٌ،
تعودت الحزن، تنتابني نوباتُ غضبٍ،
تعايش صعبٌ، حياةٌ صعبةٌ،
دروسٌ غيرت ملامحي،
حياةٌ ذبلت ولم تمت،
كل عنوان أيامها عتمةٌ،
لكني لا زلت قادرةً
على رؤية شعاع الأملِ،
كشمسٍ تشرق بعد عاصفةٍ،
في عيوني، يتألق الأملُ،
لا زال أعز الناس معي،
قلبي ممسك بمشاعري،
ولا أريد أن يضيعوا مني
ويختفي نورهم من حياتي،
أشعر أنني لا زلت
لم أعش حياتي كما أريد،
ولم أشعر بالفرح
يلامس قلبي، لم أحظَ بهذه اللحظات،
ولا زال في داخلي
حب صادق يسكن قلبي.
بقلمي الشاعرة د سحر حليم أنيس
سفيرة السلام الدولي
القاهره 23/10/2024
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق