الخميس، 29 مايو 2025

سَحَرُ القَلبِ بقلمي الشاعرة د سحر حليم أنيس سفيرة السلام الدولي

      



من البحر الكامل (متَفاعلن)

سَحَرُ القَلبِ

في عَينَيكِ يا سَحَرُ

تَرقُصُ نُجومُ اللَّيلِ

وَتَذوبُ أَقمارُ العِشقِ

وَيَنبِضُ قَلبي المَسحورُ

******

يا مَن سَرَقتِ النَّومَ مِن أَجفاني

وَزَرَعتِ في رُوحي حَدائِقَ عِشقٍ

تَتَفَتَّحُ فيها وُرودُ الحُبِّ

كُلَّما مَرَّ طَيفُكِ في خَيالي

******

أَغارُ عَلَيكِ مِن نَسَماتِ الصَّباحِ

حينَ تُداعِبُ خُصلاتِ شَعرِكِ

وَأَغارُ مِن ثَوبِكِ حينَ يَحتَضِنُ خَصرَكِ

وَمِن عِطرِكِ حينَ يُعانِقُ الهَواءَ

******

كَيفَ لا أَهيمُ بِكِ عِشقاً

وَأَنتِ القَمَرُ في لَيلي

وَالشَّمسُ في نَهاري

وَنَبضُ قَلبي في كُلِّ لَحظاتي

******

سَحَرُ... يا سِحرَ العُيونِ

يا مَن عَلَّمتِ قَلبي مَعنى الهَوى

وَأَشعَلتِ في رُوحي

شَموعَ العِشقِ المُتَوَهِّجَة

******

أَتَنَفَّسُكِ مَع كُلِّ نَسمَةِ هَواءٍ

وَأَراكِ في كُلِّ قَطرَةِ نَدى

وَأَسمَعُ صَوتَكِ في خَريرِ المَاءِ

وَفي تَغريدِ العَصافيرِ

******

لَو كانَ لي أَن أَصنَعَ مِن النُّجومِ عِقداً

لَوَضَعتُهُ حَولَ عُنُقِكِ

وَلَو كانَ لي أَن أَجمَعَ كُلَّ الوُرودِ

لَفَرَشتُها تَحتَ قَدَمَيكِ

******

يا مَلاكَ قَلبي الحائِرِ

كُلُّ نَبضَةٍ في قَلبي تُناديكِ

وَكُلُّ خَفقَةٍ تَهمِسُ باسمِكِ

وَتَرسُمُ صورَتَكِ في خَيالي

******

أُحِبُّكِ حينَ تَضحَكينَ

فَتُشرِقُ الدُّنيا بِضَحكَتِكِ

وَأَعشَقُكِ حينَ تَصمُتينَ

فَيَنطِقُ الصَّمتُ بِجَمالِكِ

******

سَحَرُ... يا قِصَّةَ عِشقٍ

كَتَبَها القَدَرُ في كِتابِ عُمري

سَأَظَلُّ أَعزِفُ لَحنَ حُبِّكِ

ما دامَ في قَلبي نَبضٌ

******

وَسَتَظَلّينَ أَنتِ وَحدَكِ

مَلِكَةَ قَلبي المَأسورِ

وَسِحرَ رُوحي المَفتونَةِ

وَنَجمَةَ عُمري المُضيئَة

 بقلمي.. الشاعرة 

د. سحر حليم أنيس 

سفيرة السلام الدولي 


القاهره 29/5/2025

السبت، 17 مايو 2025

الحب: شعور يتجاوز حدود الكلمات/ بقلمي الشاعرة د سحر حليم أنيس سفيرة السلام الدولي




الحب... ذلك الشعور الذي يعبر حدود الكلمات ويتجاوز قدرة التعبير، هو أعظم ما يمكن أن تختبره الروح البشرية. إنه اللغز 

الذي لا تملّ القلوب من تأمله، واللغة التي تحدثت بها العيون قبل أن تتعلم الشفاه النطق. الحب ليس مجرد شعور عابر يلامس القلب، بل هو نبض الحياة، ذلك الإحساس الذي يجعل العالم يبدو أكثر إشراقًا، والسماء أكثر اتساعًا، والأحلام أقرب إلى الواقع.

عندما نفكر في الحب، نجد أنه يأخذ أشكالًا لا حصر لها، وكأنه بحر بلا نهاية. الحب الرومانسي الذي يخطف الأنفاس ويملأ القلب بنبضات من الشغف، حب العائلة الذي يمنحنا الأمان والدفء، حب الصداقة الذي يجعل الحياة أكثر لطفًا وخفة، وحتى حب الذات الذي يعيد إلينا توازننا الداخلي. كل نوع من الحب له لونه الخاص، ونكهته المميزة، لكنه في جوهره شعور يوحدنا جميعًا ويعطينا ذلك الإحساس الساحر بأننا نعيش حقًا.

الحب، في جوهره، يبدو وكأنه مرآة تعكس حقيقتنا. عندما نحب، تصبح أرواحنا شفافة، نرى أنفسنا بوضوح لم نعهده من قبل، ونتعلم أن نرى العالم من عيون من نحب. إنه شعور يتجاوز حدود العقل، يأخذنا إلى أعماق لا يمكن أن نكتشفها وحدنا. بعض الفلاسفة يقولون إن الحب ليس مجرد شعور، بل هو جزء من وجودنا، كأنه وُلد معنا، يسكن أعماقنا، ينتظر اللحظة التي يضيء فيها حياتنا.

الحب يجعلنا نعيش تناقضات جميلة. إنه في الوقت ذاته يمنحنا الحرية ويقيدنا، يرفعنا إلى أعلى السماوات لكنه يعيدنا إلى الأرض بجاذبية التزاماته. في لحظات الحب، نشعر بأننا نمتلك العالم، لكننا ندرك أيضًا أن عالمنا بأكمله قد يكون مختصرًا في ابتسامة من نحب. الحب هو ذلك الشعور الذي يجعلنا نرغب في العطاء بلا حدود، في أن نرى السعادة في عيون الآخرين قبل أن نبحث عنها في أعماقنا.

أحيانًا، يبدو الحب كأنه شعلة تضئ حياتنا، تمنحنا الدفء في ليالي الوحدة والبرد. وفي أحيان أخرى، يكون الحب كالمطر، يغسل أرواحنا من أعباء الأيام، ويحيي فينا مشاعر كدنا ننساها. الحب الحقيقي هو الذي يجعلنا ننظر إلى الحياة بعين جديدة، يجعلنا نعيش كل لحظة كأنها قصيدة، وكل يوم كأنه لوحة ألوانها المشاعر التي نحملها في قلوبنا.

لكن الحب أيضًا يمكن أن يعمينا أحيانًا، يجعلنا نرى العالم بعين العاطفة فقط، متناسين العقل والمنطق. ومع ذلك، في هذه اللحظات بالذات، نكتشف أن الحب لا يهدف إلى الكمال، بل إلى الصدق. إنه يجعلنا نخطئ، نتعلم، نكبر، ونصبح أكثر إنسانية. الحب ليس شعورًا مثاليًا، لكنه شعور حقيقي، وهذا ما يجعله أجمل ما في الحياة.

ما يجعل الحب مميزًا هو أنه ليس مجرد شعور نعيشه، بل هو تجربة تغيرنا وتجعلنا نتأمل في أنفسنا والآخرين. في الحب، نجد بعض الإجابات التي بحثنا عنها طويلًا، ونواجه أسئلة جديدة تجعلنا نفكر في ماهيتنا ومعنى وجودنا. الحب ليس فقط ما نشعر به تجاه من نحب، بل هو أيضًا ما يجعلنا نرى العالم بصورة أجمل، ونحيا الحياة بمعناها الأعمق.

وربما، من أعظم أسرار الحب، هو أنه يمنحنا شعورًا بأننا لسنا وحدنا. إنه يربطنا بالآخرين، يجعلنا نشعر بأننا جزء من شيء أكبر، وأن وجودنا لا يقتصر على ذواتنا فقط. الحب يجعلنا ننتمي، يجعلنا نعيش، يجعلنا نحلم. إنه الجسر الذي يعبر بنا من الوحدة إلى الألفة، من الصمت إلى الموسيقى، ومن العادي إلى السحري.

الحب ليس مجرد كلمة أو شعور، بل هو تلك اللحظة التي تجد فيها روحك انعكاسها في روح أخرى، ذلك الدفء الذي تشعر به حين تلمس يد من تحب، تلك النظرة التي تمحو كل ألم وتشعل في قلبك فرحًا لا يوصف. إنه الحلم الذي نحمله في قلوبنا، النور الذي يضيء دروبنا، والأغنية التي لا تغيب عن مسامعنا مهما اشتدت الحياة.

وفي نهاية المطاف، الحب هو ما يجعل الحياة تستحق أن تُعاش. إنه ما يعطينا الشجاعة لنواجه الأيام، وما يزرع في قلوبنا الأمل بأن الغد دائمًا أجمل. الحب هو أن تجد في قلبك مكانًا يتسع لكل مشاعر العالم، وأن تكتشف في عيون من تحب كل الإجابات التي عجزت عن العثور عليها. إنه أعظم هدية تمنحها الحياة، وأجمل شعور يمكن أن يختبره الإنسان.

بقلمي الشاعرة د سحر حليم أنيس حنا 
سفيرة السلام الدولي 
القاهره 17/5/2025

السبت، 10 مايو 2025

إلى من طال غيابه بقلمي الشاعرة د سحر حليم أنيس

 

إلى من طال غيابه

أعلمُ أنَّ الأقدارَ قد شتّت شملنا  

وأنَّ أنيابَ البُعدِ قد بترت حبلنا  

         ******

وأنَّ يدَ الفجيعةِ قد وأدت حبنا  

ونوائبَ الدهرِ حالت دون لقائنا  

         ******

لكنَّ قلبي رغم الجراحِ لا ينسى  

فأنا أتشهقُ من رحيقِ محياك ندى  

        ******

وأحاولُ عبثًا أن أهربَ من ذكراكَ  

كيف السبيلُ وحبُّك ينزفُ دمي ويقضُّ مضجعي؟  

      ******

أين الخلاصُ وطيفُك يلازمني بلا رحمةٍ  

يزيدُ وجعي ويغرقني في بحرِ الحنينِ؟  

      ******

أهربُ من بريقِ عينيك فتلاحقني  

وسامتُك، وأتوهُ في صحارى الشوقِ والحنينِ  

     ******

فتتراءى لي واحةُ قصائدِكِ يا ملاكي  

أهجرُ حروفَ الشعرِ والأبجديةَ والبيانِ  

        ******

لكنَّ بلاغتَك تحضرني وتهمسُ لي  

رفقًا بي، أيها الراقدُ بين حنايا خيالي  

       ******

يا من تؤججُ نيرانَ الشوقِ في ذاكرتي  

فقد أنهكتني مواجعُ البُعدِ والغيابِ  

        ******

ولم أعد أقوى على اللومِ والعتابِ  

أشتاقك كالعطشانِ إلى قطرةِ ماءٍ في الصحراءِ  

        ******

وأنتَ في قلبي زهرةٌ لا تذبلُ ولا تموتُ  

أشتاقك حين يهمسُ الليلُ بأسرارهِ  

       ******

وحين يسكبُ القمرُ ضوءه على نافذتي  

أشتاقك حين تنامُ النجومُ وتبقى ذكراكَ ساهرةً  

         ******

تداعبُ روحي وتهمسُ لي بأنك قريبٌ رغم البعادِ  

يا من طال غيابك، يا من سكنت أعماقي  

        ******

أرسلُ إليك قلبي محملاً بأشواقي  

فهل تسمع نداءه؟ وهل تلامس روحي؟  

         ******

أم أن القدر بيننا لا يزال يفرض قيوده؟  

لكنني سأظل أحبك مهما طال الفراقُ  

        ******

وسأظل أكتبك في كل حرفٍ وفي كل نبضة قلبٍ  

فأنتَ حبيبي وعيدي ووطني وأغلى أماني  

       ******

وفي غيابك يولد في قلبي ألف قصيدة عشقٍ جديدةٍ  

      ******

يا من غاب عن ناظري لكنه لم يغب عن قلبي  

يا من سكنت في زوايا الروح وأشعلت شموع الأملِ  

    ******

كل لحظة تمرّ بي تحمل اسمك على شفاهي  

وأحلامي ترفرف حولك كطيرٍ لا يملّ السماء  

        ******

أحنّ إليك حين يهمس النسيم بأغنيات العشاقِ  

وأرى وجهك في كل نجمة تلمع في السماءِ  

       ******

ألمس يدك في خفقات قلبي المتسارعةِ  

وأتنفس عطرك في نسيم الصباح الدافئِ  

      ******

كم تمنيت لو أن الزمان يعود بنا  

لنمسح دموع الفراق ونكتب قصة حبنا من جديدِ  

     ******

أمسك يدك وأخبرك أني لا أزال هنا  

أنتظر عودتك وأحلم بلقاء لا ينتهي  

     ******

يا ملاكي يا نبض روحي يا حلم عمري  

حتى وإن طال غيابك فإن حبي لا يموتُ  

      ******

هو نهرٌ لا يجف ينبع من أعماق وجداني  

وأنتَ الميناء الذي أرسي فيه قلبي بلا خوفِ  

      ******

فدعني أظل أعيش على أمل لقائك  

وأنثر لك من كلماتي أزهار العشق والهوى  

      ******

ففي غيابك تعلمت كيف أحب بلا حدودٍ  

وكيف أحتفظ بك في قلبي رغم كل الجراحِ  


بقلمي  الشاعرة

د. سحر حليم  أنيس حنا 

سفيرة السلام الدولي 

القاهره 10/5/2025

هذة القصيدة علي البحر الطويل


 


 


 

 


الجمعة، 9 مايو 2025

الي من طال غيابه بقلمي الشاعرة د سحر حليم أنيس

 




أعلم أن الأقدار

 قد شتت شملنا

وأن أنياب البعد

 قد بترت

حبل الوصل بيننا

وأن يد الفجيعة

قد وأدت حبنا

ونوائب الدهر

حالت دون لقائنا

وأعلم أيضا..

أن قلبي متيم بهواك

وأنني...أتشهق أنفاسي

من رحيق محياك

وأحاول عبثا

أن أهرب من ذكراك

كيف السبيل....وحبك

يدمي قلبي

ويقض مضجعي

أين الخلاص...وطيفك

يلاز مني

ويزيد وجعي

أهرب من بريق عينيك

فتلاحقني وسامتك

أتوه في صحارى الشوق

فتتراءى لي

 واحة قصائدك

أهجر كل حروف الشعر

والأبجدية

فتحضرني بلاغتك

رفقا بي...أيها الراقد

بين حنايا مخيلتي

يا من تؤجج 

نيران الشوق

في ذاكرتي

فقد أنهكتني مواجع

البعد والغياب

ولم أعد أقوى

على اللوم والعتاب


بقلمي.الشاعرة 

د. سحر حليم أنيس حنا

سفيرة السلام الدولي 

القاهره 9/5/2025

الخميس، 8 مايو 2025

صرخه من اعماق قلبي بقلمي الشاعرة د سحر حليم أنيس








 صرخة من أعماق قلبي: حلم تحول إلى سراب


في خريف العمر، حين تبدأ الحياة بالميلان نحو الغروب، كنت أبحث عن ملاذ يحميني من قسوة الأيام، مكان أضع فيه أحلامي المتبقية وأستريح فيه من عناء السنين. لم يكن طلبي كبيرًا، مجرد شقة صغيرة في زاوية هادئة، أضع فيها ذكرياتي وأمنحها ما تبقى من أملي. لكن، لم أكن أعلم أن هذا الحلم البسيط سيتحول إلى كابوس يلتهم صحتي، يسرق مالي، ويتركني غارقة في بحر من الألم.

في العام 2016، دخل حياتي ذلك المقاول بابتسامة واثقة وكلمات مطمئنة. وعدني بأن الشقة التي سأشتريها في الطابق العاشر ستكون جنة صغيرة، وستُزوّد بمصعد قريبًا. قالها وكأنها وعد مقدس: "سأركب مصعدًا هنا قريبًا". تعلقت بكلامه كالغريق الذي يرى في الكلمات قشة نجاة. دفعت له ثمن الشقة كاملاً، وفي لحظة ضعف وثقة، طلبت منه أن يتولى تشطيب شقتي. طلب ثلاثين ألف جنيه إضافية، دفعتهم دون تردد. كنت أرى في عينيه أمنًا زائفًا، وفي وعوده نهاية سعيدة لحلمي المرهق.

لكن الأيام مضت، والشهور تبعتها، والوعود لم تتحقق. كنت أتصل به باستمرار، أبحث عن صوت يحمل لي أي خبر جيد. لكنه كان يكرر ذات العبارات: "قريبًا... الأسعار ارتفعت... انتظري قليلاً". وبدل أن يتحقق الحلم، بدأ يتلاشى. مرت سنتان وأنا أعيش على أمل زائف، أواجه أكاذيبه بقلق متزايد. كنت أرى الشقة تتحول من حلم إلى كابوس.

ثم جاءت الصدمة الأكبر؛ اكتشفت أن قضيتي معه كانت نية واضحة في النصب. العقد الذي أبرمه معي كان مجرد حبر على ورق، بلا أي إلزام قانوني بتركيب المصعد الذي وعدني به مرارًا. الآن، وبعد مرور عشر سنوات، لم يُركّب المصعد ولا حتى أبدى نية حقيقية لفعل ذلك. بل لم يكتفِ بعدم الوفاء بوعوده، بل بدأ يطالبني علنًا بمبالغ مالية ليست من حقه، مشوهًا سمعتي في الأوساط المحيطة. كان العقد ينص على أنه ملزم بتسليم الشقة مشطبة بالكامل، لكنني تفاجأت عند استلامها أنها على المحارة، جدران فارغة، بلا نوافذ، بلا كهرباء، بلا ماء. كل ما وجدتُه كان مطبخًا وحمامًا نصف مشطبين، وسلكتين بالكاد تصل إليهما لمبة يتيمة.

لم أكن أعلم أن الخدعة كانت أعمق مما ظننت. اكتشفت لاحقًا أنه قام ببناء دور إضافي فوق شقتي، واستغل خاماتي ومجهودي لتشطيب شقة أخرى، بينما ترك شقتي كما هي: خاوية، معيبة، لا تصلح للسكن. كنت أرى في كل زاوية من الشقة دليلًا على خيانته وغشه. ومع ذلك، لم أستسلم. بدأت أجمع من راتبي القليل، وأطلب المساعدة من ابني وابنتي، اللذين كان من المفترض أن يبنيا مستقبلهما، لكنهما الآن يساعدانني على بناء جدران حلمي المنهار. كل قرش كنت أجمعه كان يذهب إلى الشقة: نافذة هنا، مفتاح كهرباء هناك، حنفية صغيرة تروي عطش الأمل. كنت أضع كل طاقتي في تلك الجدران، وأنا أعلم أن قلبي ينزف مع كل خطوة.

وفي لحظة صادمة أخرى، وجدت ذلك المقاول يشتكيني للكنيسة، مدعيًا أنني مدينة له بخمسة وعشرين ألف جنيه إضافية! وقفت أمام أبونا، ودموعي تخنقني: "هذا الرجل نصاب! لم يفعل شيئًا يستحق المال! لم يضع نافذة، لم يمد سلكًا، لم يركب حنفية!" كنت أصرخ بصوت مكسور. شرحت لهم أنني كنت مريضة، خضعت لعملية جراحية لاستئصال ورم، ولم أكن قادرة على مواجهة خداعه وقتها.

حاول ابني التحدث معه، شرح له أننا لا نملك المزيد من المال، لكنه كان يصر على مطالبه. حتى المصعد الذي وعد به، كان يطالب بمزيد من الأموال لتركيبه. اقترح أبونا أن نتقاسم التكلفة: نصفها عليّ، والنصف الآخر عليه. لكن كيف؟ كيف أدفع المزيد وأنا قد دفعت كل ما أملك، ووهبت حلمي وأحلام أبنائي لهذه الشقة؟

اليوم، وبعد سنوات من الوعود الكاذبة، ما زلت أصعد تلك العشر طبقات يوميًا. خطواتي متثاقلة، ظهري ينحني، وقلبي مثقل بالألم. كل درجة من السلم تذكرني بحلمي الذي كان، وبالسنوات التي مرت وأنا أبحث عن عدالة ضائعة. الشقة التي كانت حلمًا أصبحت عبئًا، والمصعد الذي وُعدت به لم يأتِ، وربما لن يأتي أبدًا.

جلست في الشقة لبعض الوقت، لكن المرض والتعب وقاومت حتى لم أعد قادرة على الصعود والنزول يوميًا، خاصة عندما أحتاج إلى زيارة الطبيب. تركتها، لكنني تركت فيها أثاثي. لا أستطيع أن أتركها خاوية خوفًا من أن يستغلني هذا الرجل مرة أخرى ويبيعها لشخص آخر دون علمي. أعيش في قلق دائم، ممزقة بين الألم الذي سببه هذا المكان، والخوف من أن أفقده.

أجلس أحيانًا أمام نافذتي، التي بالكاد توفر لي هواءً خفيفًا، وأتساءل: أين العدالة؟ كل ما أريده هو أن أصعد إلى شقتي دون ألم. أريد أن أرى النور، أن أشعر بالأمان، أن أعيش ما تبقى من حياتي بكرامة. حلمي لم يكن كبيرًا، لكنه كان كل ما أملكه. واليوم، لم يبق منه سوى صرخة مكتومة في أعماق قلبي... صرخة تبحث عن عدالة في عالم قاسٍ، وعن رحمة في قلوب أغلقتها الأنانية.


بقلمي / سحر حليم أنيس حنا

سفيرة السلام الدولي 

القاهره 9/5/2025

/ زمن الخذلان /بقلمي الشاعرة د سحر حليم أنيس سفيرة السلام الدولي





هل بلغتك تنهيداتي

في ليلتي الظلماء

هل حملت رياح الشوق إليك

فاجعتي وأحزاني

حين أجهشت بالبكاء

ما كنت أملك حينها

غير دمعتي والدعاء

حين صوبت نحوي

سهام غدرك والجفاء

كم وكم حصنت حبك

بنبض قلبي

 وهدب عيني

حتى غدوت

 أقرب إلي مني

لكنك... نسفت

 كل حصون العشق

عند تخوم أحلامنا

وتهاوت جدران قلبي

يوم فراقنا

كيف سأشكو

كيف سأشكو لك آلامي

وأنت وجعي

كيف سأقاضيك

يا راقدا بين أضلعي

ما عدت أقوى

على زيف الهوى

 والخذلان

كفاك يا قلبي نحيبا

ماعاد للحب من موضع

في هذا الزمان


بقلمي الشاعرة 

د. سحر حليم أنيس

سفيرة السلام الدولي

لا يَعْرِفُ الحُبَّ بقلمي الشاعرة/د سحر حليم أنيس سفيرة السلام الدولي

  لا يَعْرِفُ الحُبَّ إلا مَنْ يُقاسِيها والنارُ تَحرِقُ أحشاءً تُصَلِّيها والقلبُ يَخفِقُ شَوقاً حينَ يَذكُرُها والعينُ تَذرِفُ دَمعاً حينَ...