تفعيلة (فعولن)
متاهة الوعود
أدورُ وحيداً على حافـةِ الليلِ
أفكُّ سـراباً
وأربِطُ ما بين صوتي وظلّي
وأُصغـي لِصوتٍ يجيءُ من الصمتِ
يشربُ من شُهقتي
ويعيدُ صدى الأسئلة.
******
أطوفُ بلا خطوٍ
كأنّ يديّ تُمسكانِ الهواءَ
وتسألانِ الطريقَ
لماذا يمرُّ أمامي
ولا يتوقّف؟
ولماذا أرى شفرةَ الضوءِ
تقطعُ معنى النهار
ولا تمنحُ الروحَ بدءاً جديداً؟
******
تلوحُ وعودٌ
كأنّ الزمانَ يجرُّ خُيوطاً رقيقة
تُعلّقُ قلبي
وتدفعُهُ نحو ما لا يرى
فأمضي
وأعرفُ أنّي أُقادُ
وأنّي أسوقُ خطايَ معاً
في ممرٍّ يطولُ
ولا يستجيبُ لنبضي.
******
أجرّ السؤالَ
كما يجرُّ المسافرُ ظلّهُ في الفراغ
وأعرفُ أنّي أفتّشُ عني
وفي كلِّ مرّةٍ
أعودُ إلى نقطةٍ
لم تكنْ لي
ولا تعرفُ اسمي.
******
تتفتحُ في الصمتِ نافذةٌ
تلمسُ وجهي
وتسألني:
هل أنتَ هنا؟
فأُومئُ للريحِ
وأتركُها تُسقطُ عنّي يقيناً
تَلَبّسَني زمناً
وأعادَ إليّ ثِقلي.
******
يا سراباً يجيءُ
ويُربكُ دربي
دعِ الوعدَ يَسقطُ
كي أعرفَ الصحراءَ
من غيرِ زيفٍ
وأمشي بلا أملٍٍ
وبلا رغبةٍ
وبلا أيّ وهمٍ يُحاوِلُ أن يُسمّيني.
******
فلعلّي إذا ما وصلتُ إلى العدمِ
أجدُ أطرافي
وأعرفُ أني
كنتُ أسعى إلى بابٍ
قديمٍ
يؤدّي إليَّ
ولم يفتحِ الوقتُ يوماً
طريقاً سواه.
بقلمي الشاعرة/ د.سحرحليم أنيس
سفيرة السلام الدولي
القاهره 30/11/2025

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق