السبت، 7 يونيو 2025

دعنى أمضى بسلام بقلمي الشاعرة د سحر حليم أنيس



دعني أرحل إلى حيث لا أدري،  

فقد تعبتُ من صخبِ الأيامِ،  

ومن ضجيجِ الذكرياتِ،  

التي تطاردني كأشباحٍ في كلِّ حينٍ.

******

دعني أرحلُ،  

فالقلبُ يحتاجُ مساحةً من الصمتِ،  

ليلملمَ أشلاءَ روحٍ،  

تناثرت على أرصفةِ الانتظارِ،  

كأوراقٍ جافةٍ في خريفِ العمرِ.

******

في غربتي،  

أعزفُ لحناً حزيناً،  

على أوتارِ الليلِ،  

وأرسمُ على جدرانِ الوحدةِ،  

قصائدَ لم تكتملْ،  

كحلمٍ يتلاشى عند شروقِ الشمسِ.

******

تسألني عن وجهتي؟  

لا وجهةَ لي،  

سوى أن أمضي،  

حيث تقودني خطواتي المتعبة،  

كأنني أبحث عنك في كلِّ زاويةٍ.

******

كم مرةٍ حاولتُ أن أستعيدَ  

تلك اللحظاتِ الهاربة،  

وكم مرةٍ حاولتُ أن أمسكَ  

بخيوطِ الشمسِ المتسربةِ،  

من شقوقِ الذاكرة،  

كأنها نجومٌ تسقطُ في بحرِ الليلِ.

******

في عُمقِ الليلِ،  

أسمعُ صدى صوتكَ،  

يتردّدُ في أروقةِ روحي،  

وأرى طيفكَ يراقصُ  

ظلالَ القمرِ على نافذتي،  

كأنما هو يهمس لي: "لا تنسَني."

******

دعني أغرقُ في بحرِ الصمتِ،  

فربما أجدُ هناك،  

بقايا أحلامٍ لم تتحققْ،  

وآمالٍ لم تكتملْ،  

كزهورٍ ذابلةٍ تنتظرُ الندى.

******

سأحملُ معي،  

حقيبةً مليئةً بالحنينِ،  

وجيوباً مثقلةً بالذكرياتِ،  

وقلباً يخفقُ بنبضِ الألمِ،  

كأنما يحملُ ثقلَ الفراقِ.

******

في رحلتي،  

سأزرعُ الوردَ على جانبي الطريقِ،  

لعلَّ عابراً يشمُّ عطرَ حكايتنا،  

ويقرأُ في أوراقِها،  

قصةَ عشقٍ لم تكتملْ،  

كأنها أغنيةٌ تترددُ في الأفقِ.

******

كلُّ المحطاتِ التي مررتُ بها،  

علّمتني أنَّ الرحيلَ،  

أحياناً يكونُ أجملَ من البقاءِ،  

وأنَّ الفراقَ قد يكونُ  

أرحمَ من العذابِ.

******

سأتركُ خلفي،  

كلَّ ما يؤلمُ،  

وأحملُ في قلبي،  

فقط اللحظاتِ الجميلة،  

كأنها نجومٌ تضيءُ ليلي.

******

دعني أمضي،  

فالطريقُ طويلٌ،  

والليلُ عميقٌ،  

والقلبُ مُتعبٌ،  

يحتاجُ إلى السلامِ،  

كأنما يبحث عن ملاذٍ دافئٍ.

******

سأكتبُ على جدرانِ المدينةِ،  

حكايةً عن عاشقينِ،  

افترقا في منتصفِ الطريقِ،  

ليبقى حُبهما،  

معلّقاً بين السماءِ والأرضِ،  

كقمرٍ يضيءُ ليالي الشوق.

******

وحين يسألُ الغرباءُ عني،  

قلْ لهم:  

مضى إلى حيثُ تذهبُ  

الطيورُ المهاجرةُ،  

باحثاً عن ربيعٍ جديدٍ،  

في أرضٍ بعيدة،  

حيثُ يزهرُ الحبُ من جديد.

******

دعني أمضي بسلامٍ،  

فقد تعلّمتُ أنَّ الحياةَ،  

لا تتوقفُ عند محطةٍ واحدة،  

وأنَّ القلبَ،  

لا يموتُ من الفراقِ،  

بل يتعلّمُ كيف يعيشُ،  

رغم الجراحِ،  

كزهرةٍ تنمو في صخورِ الحياة.


بقلمي/ الشاعرة دكتورة/ سحر حليم أنيس 

           سفيرة السلام الدولي 

القاهرة 7/6/2025



 


 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لا يَعْرِفُ الحُبَّ بقلمي الشاعرة/د سحر حليم أنيس سفيرة السلام الدولي

  لا يَعْرِفُ الحُبَّ إلا مَنْ يُقاسِيها والنارُ تَحرِقُ أحشاءً تُصَلِّيها والقلبُ يَخفِقُ شَوقاً حينَ يَذكُرُها والعينُ تَذرِفُ دَمعاً حينَ...