نار العشق
كويتُ قلبي بنار العشق،
أوقدتَ فيه جمرةً لا تنطفئ،
لهبُها يطوّقني،
وصوتها يلهث في صدري
كأنفاس عاشقٍ محموم.
******
ما عدتُ أزهو كما كنت بالأمس،
حين كان الفرحُ يرشّ ألوانه عليّ
كقوس قزحٍ بعد مطر،
وحين كانت خطواتي تنبض
بإيقاع الورد الطريّ.
******
كنتُ فراشةً حالمة
تحطّ على أزهارٍ مترفة،
تغتسل برحيقها،
وتغفو بين أوراقها الغضّة
وكأنها تحتمي من العالم.
******
كنتُ عصفورةً صغيرة
تملؤها البراءة،
يضيء الحنينُ عينيها،
وتبني من الشوق أعشاشًا
على أغصان الغيم.
******
لكن الأيام غيّرت ملامحي،
وسرقت من وجهي ضحكته الأولى،
ورسمت على جبيني تجاعيدها
كخريطةٍ لحروبٍ خاسرة.
******
كلّ شيء تبدّد،
أزهاري ذبلت،
مفرداتي هربت من فمي،
أحلامي تكسّرت كزجاجٍ هشّ،
ولم يبقَ سوى حبّك
يضيء في العتمة
كالشمعة الأخيرة في قاعةٍ مهجورة.
******
آه يا حزني المقيم،
أيها الرفيق الثقيل،
لقد قتلتَ براءتي،
وأطفأتَ موسيقى روحي،
وكسرتَ المرايا التي كنتُ أرى فيها
صورتي المشرقة.
******
كنتُ أضحك…
وكان ضحكي يملأ البيتَ والدروب،
كنتُ أحكي حكاياتٍ سعيدة
أغزلها من خيوط المساء،
لكنّ الريح بعثرتها
وألقتها في مقابر النسيان.
******
أفراحي تبدّلت أحزانًا،
نبضاتي صارت طعناتٍ متتالية،
ورقصاتي تحوّلت
إلى ارتجاف جسدٍ يجلده الغياب.
******
كنتُ لك… ومعك،
في محرابك أقمتُ صلاتي،
وبين يديك وضعتُ قلبي قربانًا،
كنتَ قبلتي ومقصدي،
كنتَ نافذتي الوحيدة على الضوء.
******
أتيمّم بحبّك،
أشربه كما يشرب العطشان المطر،
أحيا به وأحترق به،
فأنتَ جنتي وناري،
أنتَ دموعي وابتسامتي،
أنتَ بدايةُ حروفي
ونهايتها.
******
يا من أحببتك…
ولا زلت،
حتى وإن تغيّرت ملامح الدنيا،
حتى وإن بدّدني الرحيل،
فإن قلبي ما زال طفلًا بين يديك،
ينام على كتفك،
ويحلم بكلماتك،
ويستيقظ على صورتك
كأنك صبحه الأبدي.
بقلمي الشاعرة د.سحرحليم أنيس
سفيرة السلام الدولي
القاهرة 13/9/2025

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق