الثلاثاء، 9 ديسمبر 2025

حينَ يعبرُ النورُ ممرَّ الظلِّ فيَّ بقلمي الشاعرة /د سحر حليم أنيس سفيرة السلام الدولي

 



​✍️ حينَ يعبرُ النورُ ممرَّ الظلِّ فيَّ

​يُفَتِّشُ فِيكَ ضِيَاءٌ غَرِيبٌ،

يُهَدْهِدُ نَفْسِي، وَيَرْسُمُ حُلْمِي،

وَيَكْتُبُ نَبْضًا يُفَكِّكَ لَيْلِي،

​كَمَنْ يَجْلِسُ الآنَ فِي مَجْلِسِ الرُّوحِ

يَسْتَفْتِحُ السِّرَّ مِنْ نَفْسِهِ.

​وَيَحْمِلُنِي صَوْتُ هَذَا الْخَيَالِ،

يُؤَوِّلُ حُزْنِي، وَيَنْسِجُ نُورِي،

وَيَغْرِسُ فِيكَ طَرِيقًا خَفِيًّا،

كَمَا تَغْرِسُ الرُّؤْيَا يَدَيْهَا

فِي تُرَابِ الْمَعَانِي.

​وَفِي طَيَّ لَيْلِي أُقَلِّبُ وَجْهَكَ،

فَيَصْعَدُ مِنِّي يَقِينٌ دَفِيقٌ،

يُصَلِّي بِصَمْتٍ، وَيَغْسِلُ نَفْسًا

تُرَتِّبُ دَمْعًا يُؤَسِّسُ نُورًا

يُسَمِّي هَوَاكَ دُخُولِي وَخُرُوجِي.

​وَيَنْبُتُ فيّ طَرِيقٌ بَعِيدٌ،

يُرَتِّلُ نَبْضِي، وَيَرْفَعُ جُرْحِي،

وَيَمْشِي بِي نَحْوَ سِرٍّ سَمَاوِيٍّ

كَأَنَّ وُجُودِي يَفُكُّ الْخَفَاءَ

بِعَيْنِ وَلِيدٍ يُفَسِّرُ غَيْمًا.

​وَتَحْمِلُنِي رِيحُ وَجْدٍ قَدِيمٍ،

تُحَرِّكُ مِشْعَلَ هَذَا الزُّمُورِ،

وَتَكْتُبُ فِيكَ حُضُورًا دَفِيقًا،

كَمَنْ يَسْتَضِيءُ بِمِلْحِ الْبَدَايَا

وَيَرْفَعُ آيَاتِهَا فِي الظِّلَالِ.

​وَيَبْقَى الْعُلُوُّ يُفَكِّرُ في،

يُقَلِّبُ نُورِي، وَيَرْفَعُ بَابِي،

فَأَمْشِي وَحِيدًا، وَأَمْشِي مَعَكْ،

كَمَنْ يَتَوَزَّعُ بَيْنَ السَّمَاوَاتِ

وَيَجْمَعُ نَفْسًا تُفَسِّرُ صَوْتًا.

​وَفِي آخِرِ اللَّوْنِ يَمْتَدُّ صَمْتِي،

يُرَتِّبُ نَبْضًا، وَيَشْرَحُ ظِلِّي،

فَأَرْفَعُ وَجْهَكَ فِي كُلِّ نَفَسٍ،

كَمَا يَرْفَعُ الْعَارِفُ اسْمَ البداية

فِي سَاكِنِ الدَّهْشَةِ الْمُعْلَنَةِ.

بقلمي الشاعرة / د. سحر حليم أنيس

سفيرة السلام الدولي

القاهرة 9/12/2025


الثلاثاء، 2 ديسمبر 2025

العيب فينا بقلمي الشاعرة/ د.سحرحليم أنيس سفيرة السلام الدولي

 


تفعيلة (فاعلن)


العيب فينا  

في هذا الليلِ الذي يتهدَّلُ فوق أرواحِنا،  

نمضي، ونحملُ ظِلًّا يفرُّ من أقدامِنا،  

كأنَّ الخطى خائفةٌ منّا،  

وكأنَّ الطريقَ يُخفي وجهَه حين نبلِّلُه بالشُّبهة.  

كلُّ شيءٍ حولَنا يتهامسُ بالمرارة،  

والأبوابُ التي أغلقناها  

ما زالت تئنُّ من ثِقَلِ أصابعِنا،  

لكنّنا، مثلَ عميانٍ في مرآةٍ مكسورة،  

نسألُ الليلَ عن عتمتِه،  

ولا نسألُ قلوبَنا  

عن السوادِ الذي يتدلَّى من حوافِّها.  

الكلماتُ التي نقولُها بلا روح،  

تعودُ إلينا في آخرِ الليلِ  

كطيورٍ ذبيحة،  

تبحثُ عن علاقةٍ لم نخُنْها بعد،  

وعن ضلعٍ لم نكسرْهُ بأيدينا.  

نحملُ أحبابَنا كحطبٍ مبتلٍّ،  

نُشعلُهم كي ندفأ،  

ثم نترك رمادَهم خلفَنا  

ونقول: خذلتنا الأيام.  

لا نرى أنّ النارَ  

كانت تشتعلُ في صدورِنا أوّلًا.  

في داخلِ كلِّ واحدٍ منّا صرخةٌ  

تنامُ على كتفِ الظل،  

ووجهٌ يتآكلُ مثلَ قمرٍ  

أكَلَه الغياب.  

نُطاردُ أوهامَ الضوء،  

لكنّ الضوءَ يعرفُ أنّ أيدينا  

تُطفئه قبل أن يُولَد.  

نحنُ الذين نجرحُ الوردَ  

حين نمدُّ إليه أصابعَ مرتعشة،  

ونحنُ الذين نعلّقُ الفقدَ  

على رقبةِ القدر،  

وننسى أنّ القدرَ  

مرآةٌ لمن يحدّقُ فيها.  

نحنُ الذين علّمنا الليلَ  

كيف يطيلُ نومَه على أرواحِنا،  

ونحنُ الذين قشرنا جلدَ الحلم  

حتى صارت يقظتُه عارًا،  

ثم قلنا إنّ الدنيا غادرة،  

وإنّ الغيمَ لا يمنحُنا مطرًا،  

ولا نرى أنّ الغيمَ  

ينتظرُ قلبًا يستقبلُهُ  

قبل أن يهطُل.  

لو أنّا مرّةً واحدةً  

تركنا البابَ مفتوحًا للنور،  

لأدركنا أنّ العالمَ لم يخنّا،  

وأنّ الخرابَ لم يخرجْ من الأرض،  

بل خرجَ من حجرٍ  

زرعناه نحنُ  

في صدرِ إنسانيتِنا.  

وكلما سألنا الليلَ عن وجعِه،  

يعودُ الصدى نفسه،  

باردًا، هادئًا،  

لا يتلعثم،  

ولا يكذب:  

العيب… كلُّ العيب… فينا.

بقلمي الشاعرة/ د.سحرحليم أنيس 

سفيرة السلام الدولي 

القاهرة 2/12/2025


السبت، 29 نوفمبر 2025

متاهة الوعود بقلمي الشاعره/ د.سحر حليم أنيس سفيرة السلام الدولي


تفعيلة (فعولن)

 متاهة الوعود 

أدورُ وحيداً على حافـةِ الليلِ

أفكُّ سـراباً

وأربِطُ ما بين صوتي وظلّي

وأُصغـي لِصوتٍ يجيءُ من الصمتِ

يشربُ من شُهقتي

ويعيدُ صدى الأسئلة.

******

أطوفُ بلا خطوٍ

كأنّ يديّ تُمسكانِ الهواءَ

وتسألانِ الطريقَ

لماذا يمرُّ أمامي

ولا يتوقّف؟

ولماذا أرى شفرةَ الضوءِ

تقطعُ معنى النهار

ولا تمنحُ الروحَ بدءاً جديداً؟

******

تلوحُ وعودٌ

كأنّ الزمانَ يجرُّ خُيوطاً رقيقة

تُعلّقُ قلبي

وتدفعُهُ نحو ما لا يرى

فأمضي

وأعرفُ أنّي أُقادُ

وأنّي أسوقُ خطايَ معاً

في ممرٍّ يطولُ

ولا يستجيبُ لنبضي.

******

أجرّ السؤالَ

كما يجرُّ المسافرُ ظلّهُ في الفراغ

وأعرفُ أنّي أفتّشُ عني

وفي كلِّ مرّةٍ

أعودُ إلى نقطةٍ

لم تكنْ لي

ولا تعرفُ اسمي.

******

تتفتحُ في الصمتِ نافذةٌ

تلمسُ وجهي

وتسألني:

هل أنتَ هنا؟

فأُومئُ للريحِ

وأتركُها تُسقطُ عنّي يقيناً

تَلَبّسَني زمناً

وأعادَ إليّ ثِقلي.

******

يا سراباً يجيءُ

ويُربكُ دربي

دعِ الوعدَ يَسقطُ

كي أعرفَ الصحراءَ

من غيرِ زيفٍ

وأمشي بلا أملٍٍ

وبلا رغبةٍ

وبلا أيّ وهمٍ يُحاوِلُ أن يُسمّيني.

******

فلعلّي إذا ما وصلتُ إلى العدمِ

أجدُ أطرافي

وأعرفُ أني

كنتُ أسعى إلى بابٍ

قديمٍ

يؤدّي إليَّ

ولم يفتحِ الوقتُ يوماً

طريقاً سواه.

بقلمي الشاعرة/ د.سحرحليم أنيس

سفيرة السلام الدولي 

القاهره 30/11/2025

 


القناع الحي بقلمي الشاعرة/ د.سحرحليم أنيس سفيرة السلام الدولي


القناع الحي


         تفعيلة (فعولن

رحيلٌ… والقناع يبتلعُ وجهي،

رحيلٌ… والظلُّ يسيرُ فوق دموعي.

مدارٌ… يرقصُ الضوء داخل عروقي،

ويهمسُ القناعُ: "أنا لا أموت…

أنا أتحركُ بين وجوهك كل صباح".

مدارٌ… والوجهُ الذي ظننتهُ حقيقة

يتحوّلُ إلى ماءٍ يسافرُ في صمتِ قلبي،

ويتركُ خلفهُ رائحةَ غيابٍ أبدي.

ضبابٌ… والظلّ يحاكي خطاي،

يتلوّى مثل ثعبانٍ بلا رأس،

ويبتسمُ للسماء حين يختفي الضوء،

ويغرقُ في صدى حروفي.

ضبابٌ… والقناع يضحكُ،

يرسمُ على جدار الروح وجهاً لم أره،

ويهمسُ: "أنا كلُّ شيء،

وأنتِ مجرد مرآةٍ لنهايةٍ لا تعرفُها".

سرابٌ… والوقت يتكسّرُ في عينيّ،

يذوبُ مثل شمعٍ على نافذة الريح،

ويتركُ خلفهُ بريقاً يتوهّجُ في الظلّ،

سرابٌ… والوجه يركضُ أمامي

ويتلوّى مثل نهرٍ لا يعرفُ ضفافه،

ويتركُني أبحثُ عن نفسي في ماءٍ بلا قاع.

ظلالٌ… والقناع يفتحُ فمهُ،

ويتكلّمُ بصوتِ الريح:

"أنا لا أغلقُ، أنا لا أخدعُ،

أنا مجرد درسٍ يُعلّمُك كيف تمشي

بين النجوم بلا اسم".

ظلالٌ… وأرى الوجودَ كله يتحوّلُ إلى قناع،

والوجوهَ كلها أسرارٌ بلا مفتاح،

وأنا… أنا صوتٌ صغيرٌ يحاولُ أن يلمسَ الحقيقة.

بريقٌ… والوجه يذوبُ في الضوء،

والقناع يرقصُ على أطرافِ الروح،

ويتركُني وحدي،

وأعلم أنّي لم أخسر شيئاً،

وأنّ كلّ فقدٍ هو بدايةُ نورٍ جديد،

وأنّ الحب الحقيقي…

ليس وجهاً يُمسك،

ولا قناعاً يُلبس…

بل لحظةُ الإدراك، لحظةُ الحرية.

هدوءٌ… والظلّ يجلسُ بجانبي،

يهمسُ بالسرّ الأبدي:

"أنتِ لا تحتاجين إليّ،

ولا أحتاجُ إليك،

فالنورُ موجودٌ،

والقناعُ مجرد رفيقٍ يعلّمك الطيران".

مدارٌ… والقناع يذوبُ في الفضاء،

والوجه يختفي بلا أثر،

وأنا أمضي بلا أي ثقلٍ،

وأترك خلفي كلّ وهمٍ،

وأهمسُ: ما كنتُ أفقد رجلاً…

كنتُ أفقدُ القناع الحي.


بقلمي الشاعرة / د.سحرحليم أنيس

سفيرة السلام الدولي 

القاهرة 29/11/2025

سماء لا تموت بقلمي الشاعرة د سحر حليم أنيس سفيرة السلام الدولي

 


في صمت الليل، يسكن الفقد بين الأصابع،

أستحضر وجهك، رغم المسافات، رغم الغياب.

جمرٌ مختبئ تحت رماد الذاكرة،

لكن قلبك حي، ينبض حتى في صمت العالم.

يا من يمشي على خيط الضوء والحزن،

أنت صدى وجودي حين يخفت كل صوت.

ورقة شجر تتساقط على قاع النهر،

تحمل صراخ الأرض، والأمل، والغياب معًا.

صوت الصمت العميق يتردد في صدري،

كل كلمة جرح، كل صمت موسيقى لا تنتهي.

الأبطال الذين عرفتهم في حكاياتنا،

يحملون نور العدل، ويبنون الجسور فوق الهوة.

ضحكت لي الظلال، بخفة، بسخرية حانية،

تهمس: الحب والاضطهاد يشربان من كأس واحد.

حلم الطائر المكسور ينادي من خلف المرايا،

الألوان تتفتت، والرموز تتدفق على الواقع.

الأسطورة الكونية تهمس: أنت جزء منها،

كل نجم يكتب عنك، وكل كوكب يروي قصتك.

صوت الانهيار في المدن الميتة يسمعني،

الرموز تنهار، والصمت يحكي أكثر مما نقول.

وميض الصور المركزة يكتب على جدران الذاكرة،

كل كلمة موسيقى، وكل صورة ضربات قلب لا تهدأ.

اليد الممدودة للحب تقول: الحب والحرية،

كلها تتشابك على شفتيك، تحرق الليل، وتضيء الفجر.

سر الهوية المزدوجة يبتسم بين الرمزية والخيال،

العربي والآخر يتصارعان، والقلب يظل واحدًا.

الصوت المقاوم يصرخ خلف الجدار،

التجربة والفقد تصنع الإنسان، والكلمة تصنع الشعر.

أمشي على ضفاف الليل، أجمع ثنائيات الفقد،

الحزن والفرح يتصارعان، والروح تظل حيّة.

السماء لا تموت، والقلب يحمل الأسطورة،

وفي كل نبضة، قصيدة لم تُكتب بعد.

بقلمي الشاعرة/ د.سحرحليم أنيس 

سفيرة السلام الدولي 

القاهرة 24/11/2025


نشيد القبس بقلمي الشاعرة د سحر حليم أنيس سفيرة السلام الدولي

 

 نشيد القبس

يا قبسًا يشعّ من غبارِ النجوم،

أيها السرُّ الذي يخرج من رحمِ الليل

ليقولَ للإنسان: لا تَخشَ الطريق.

أنتَ خبزُ الأرملة،

وماءُ الطفلِ الذي لا يعرفُ سوى الدموع،

وأنتَ دفءُ عاشقين يستعيدان وجهَهما

من تحت رمادِ الأيام.

ما أنتَ صحيفةٌ ولا كلماتٌ تُقرأ،

بل أفقٌ يفتحُ ذراعيه كبحرٍ بلا نهاية،

وصوتٌ يحملنا، نحنُ المبعثرين،

إلى ميناءٍ تتكئ فيه القلوب.

أيّها القبس،

في حضورك يتعلّم الشاعرُ أن يكون طفلًا،

يتعثر بالحروف كما يتعثر بالعشب،

ويضحك من دهشته الأولى،

كأن القصيدة هي أمُّه التي نسيها.

فيك تتحوّل المعرفةُ إلى غيمة،

والحكمةُ إلى ناي،

والحبرُ إلى سراجٍ يرافق خطواتنا

في هذا العالم المثقل بالتيه.

يا قبسًا من نور،

أيها الساكن في مآقي العيون،

منك نتعلّم أن الحياة ليست ساحة حرب،

بل حديقة،

وأن الأرض ليست قفصًا،

بل جناحان في الهواء.

نراك في وجهِ الغريب،

في حكاية الجدّة التي ترويها في المساء،

في صمتِ الأمهات اللواتي فقدن أبناءهنّ،

وفي دمعةِ الفقراء وهم يتقاسمون الخبز.

كلّما مررتَ،

تتفتح الأبوابُ،

ويبتسم الحجرُ،

ويعود القلبُ أكثر إنسانية.

علّمتنا أن التمرّد صلاة،

وأن المحبة ثورة،

وأن الحرف قد يشبه السيف،

لكنّه يختار أن يكون وردة.

فامضِ، أيّها القبس،

وامتدّ كأغنيةٍ في الريح،

أطلّ كفجرٍ في العيون المتعبة،

واسقِ أرواحنا من نورك،

حتى لا يبقى في الأرض

عطشٌ ولا عتمة،

ولا إنسانٌ ينسى إنسانيته.

بقلمي الشاعرة/د. سحر حليم  أنيس 

سفيرة السلام الدولي 

القاهرة 5/9/2025


الأربعاء، 19 نوفمبر 2025

مقامٌ يفتح على النور بقلمي الشاعرة د سحر حليم أنيس سفيرة السلام الدولي



مقامٌ يفتح على النور


 تفعيلة: (مُتَفاعِلُن)  


أنا السَّائِرَةُ فِي أَثَرِ نُورِكَ

ألمُّ بَقايَا يَدي، أَبلغُ مَحرابَكْ


أيا رَجْعًا يَجيءُ مِنْ غيبٍ سَاكِنْ

هل تَسْمَعُ خَفَقَتي، أمْ يَضيعُ فَضَاؤُكْ


أَنَا الَّتِي ضاعَتْ فِي كُنتِكَ الوَاقِعْ

وَكانَ وما كانَ إِلّا نُورًا وَوَاقِعْ


يا ليلُ، إني أَرَى فِي عتَبَتِكَ الطَّوِيلْ

ضَوءَكْ يُنادِينِي: احْتَرِقِي، واحْرِقْ


أَحمِلُ نَفَسَكَ فِي صَدْرِي كَمَا يُحْمِلُ الدَّرْوِيشْ

أثَرَ مَعْشُوقِهِ، أَخْفِيهِ، وأَمْشِي بِثِقَةٍ وَيَقِينْ


كُتِبْتُكَ دُعَاءً يَعلُو عَن شَفَتَيَّ

وأسكنتُكَ فِي مَقَاماتِي، وغدَوْتَ النُّورَ وَوَاقِعْ


يا سِرًّا يَتَجَاوَزُ حُدُودِي، وَيا وُجُوهًا يَضِيءُ قَلْبِي

متى مَرَّ خَاطِرُكَ، أَهْتِفُ، أَظُنُّ أَنِّي أَصِلْتُ مَا لَمْ يُقَلْ


خذْني، خُذْ كُلّي، ضعْفِي وَشَغَفِي،

فَأَنَا لا أَعرِفُ نَفْسِي إِلَّا بِكَ، وَبِمِسَاسِكَ أَفْرَحْ


يا دهشَتِي الَّتِي لا تَنْتَهِي، يا طَرِيقِي إِذَا ضَلَلْتُ

ويا نَبْضِي إِذَا مَاتَ، ما العُمْرُ إِلّا حَنِينِي إِلَيْكَ يَتَضَاعَفْ


يا مَعْرَاجِي إِلَى المَعْنَى، مَقَامِي الَّذِي لا يَهْنَأُ

إِلَّا بِأَنْفَاسِكَ، أَشْهَدُ أَنَّكَ سِرٌّ فِي دَمِي وَفِي رُوحِي أَبَدًا


فَخُذْ رُوحِي وَأطلِقْهَا فِي سَمَائِكَ،

لِيَتَطَهَّرَ مِنَ الوَجَعِ، وَتَصِرَ خَفِيفَةً كَمَا يُشْتَهَى النُّورْ


أنا العاشِقَةُ، أنا الفَانِيَةُ فِي حُبِّكَ،

أهيمُ، أَحترقُ، أَغنِي، وَأَكتُبُ لِكُلِّ نَبْضٍ قَلْبِي يُنَادِي


يا قَدَرِي الَّذِي كَتَبْتَهُ بِيَدِكَ

والزمنُ الَّذِي يَسْتَقِرُّ فِي كُلِّ رَجْعَةِ حُبِّكَ


أَنَا النُّورُ الَّذِي يَفْتَحُ أَبْوَابَكْ

والظِّلُّ الَّذِي يَنْحَنِي لِوُجُودِكَ


أحيا وأموتُ في لَحْظَةٍ وَاحِدَةٍ،

كلّها لكَ…

أنتَ الحُبُّ، أنتَ الأبدية،

وأنا المذبوحة على عَتَبَةِ هواكَ


كُلُّ الشَّوْقِ الذي صَهَرَني،

والألمُ الذي نَسَجَ نُورًا في دمي،

كُلُّهُ يَنبضُ باسمك،

ويَغنّي كما تُغنّي الريحُ على الجبالِ


يا روحِي التي لا تَفْنَى،

وأنتَ الذي يَملأُ صَمْتي

بالأغاني والأنين،

أعلم أنّي بدونك لا أرى الطريق


خذْني إلى حيث لا بدايةَ ولا نهايةَ،

إلى حيث يتلاشى كلّ شيء

ولا يبقى سوى أنا وأنتَ،

وفي قلبنا فقط السرُّ الأزلي


بقلمي الشاعرة/ د سحر حليم أنيس 

سفيرة السلام الدولي 

القاهرة 20/11/2025

حينَ يعبرُ النورُ ممرَّ الظلِّ فيَّ بقلمي الشاعرة /د سحر حليم أنيس سفيرة السلام الدولي

  ​✍️ حينَ يعبرُ النورُ ممرَّ الظلِّ فيَّ ​يُفَتِّشُ فِيكَ ضِيَاءٌ غَرِيبٌ، يُهَدْهِدُ نَفْسِي، وَيَرْسُمُ حُلْمِي، وَيَكْتُبُ نَبْضًا يُ...