تخيل أن النصاب يفتح مكتبًا تحت شعار "استثمر في المستقبل"، بينما مستقبله هو فقط كيفية الهروب بأسرع ما يمكن بعد أن يتركك في حالة من الدهشة. هو يعتقد أنه نابغة، لكن في الواقع، هو مجرد شخص تمكن من إقناع نفسه بأن الكذب هو مهارة فنية!
وعندما يقع الضحايا في شباكه، تجدهم يتساءلون: "كيف لم أنتبه؟!"، بينما النصاب يضحك في سرّه، وكأنه يقول: "ألم ترَ كيف أنني أستطيع أن أبيع لك الهواء في زجاجة؟" إنه مثل بائع السمك الذي يروج لسمك غير موجود، وكل ما تبقى هو رائحة الخداع في الأفق!
في النهاية، النصاب هو تذكير صارخ بأن الثقة قد تكون سلاحًا ذا حدين، وأنه دائمًا ما هناك من يتربص في الظل، مستعدًا لتحويل أحلامك إلى كابوس. فكن حذرًا، فالحياة ليست أكثر من مسرحية، وبعض الممثلين فيها لا يترددون في استخدامك كخلفية كوميدية!
***************
في الأراضي التي يبتكر فيها القدر أقسى الخطط،
يمشي المحتال الماكر بأحلام جوفاء.
يتردد ضحكه مثل الأصداء في الليل،
بينما تتحمل القلوب المحطمة محنتها التي لا تنتهي.
جراحك، تغني لحنًا من الحزن،
ومع ذلك، فهو المهرج، يرقص مثل اللص.
يتلوى ويدور، أعمى عن دموعك الصامتة،
ويتغذى على الألم، متجاهلًا كل مخاوفك.
أنت، مثل طائر مسجون في قفص،
تتعثر عبر الظلال، محاصرًا في غضب هادئ.
بينما هو، ملك السخرية والأكاذيب،
ينشر ابتسامات فارغة تحت السماء المظلمة.
أنت، المحارب الشجاع، تقاتل بشفرة حادة،
يضحك، مهرج يختبئ في ظل فارغ.
كل ضحكة منه، خنجر في قلبك،
كلماته، مثل السم، تؤذيك إلى الأبد.
كيف يمكنه أن يلهو بينما تغرق في الصراع،
تبتلع حبوب الحياة المريرة؟
يسرق فرحتك، لص بلا هموم،
بينما أنت، زهرة الصحراء، تمسك بالهواء.
إن معاناتك أعمق مما يعرف،
لؤلؤة مخفية حيث لا ينمو إلا الظلام.
يحصد الأوهام من حقول الليل،
بينما أنت، العنقاء، ترتفع في ضوء مشتعل.
من كل جرح، تتعلم فن النعمة،
بينما يظل هو مدفونًا في عاره.
ندوبك، شهادة على نكتة الحياة القاسية،
تعكس الحقيقة التي لا يجرؤ على مناقشتها.
إنه يجلس على عرش من الأكاذيب الجوفاء،
لكنك، اللهب، تصعد إلى ما وراء السماء.
مثل الفراشات التي تنكسر من أصداف خانقة،
تحلق عبر الألم حيث يسكن الأمل والشجاعة.
في الظلال التي يلقيها أولئك الذين يسخرون ويستهزئون،
تتألق، منارة ساطعة، ضوء صادق.
لذا دعهم يسخرون، دعهم يضحكون، دعهم يلعبون،
لأنك سترتفع عند شعاع الفجر المنتصر.
قوتك، شعلة تحرق في أحلك الليالي، سترشدك إلى طريق الحقيقة والنور.
بقلمي الشاعرة/ د سحر حليم أنيس
سفيرة السلام الدولي
القاهره 29/9/2024