الأحد، 31 أغسطس 2025

أنشودة ميلاد الحبيب بقلمي الشاعرة د سحر حليم أنيس سفيرة السلام الدولي


في تلك الليلة،

لم يكن القمرُ قمرًا،

كان وجهًا يُطلُّ من وراء الغيم

ليقول للكون:

هنا يولد الحلم.

لم تكن النجومُ نجومًا،

كانت عيونًا تبكي فرحًا

وترسم في السماء طريقًا للقلوب.

ولم تكن الأرضُ أرضًا،

كانت حضنًا يتّسع ليتيمٍ صغير،

لكنّه سيحمل على كتفيه

أثقالَ الإنسانية جميعًا.

 ******

آمنةُ، يا أمَّ الطهر،

أيُّ سرٍّ خبّأه اللهُ في صدرك؟

أيُّ موسيقى سماويةٍ

هدهدتْ مهدَ ابنك؟

أكنتِ تدركين أنّ أنفاسه

ستُوقظ أرواحًا نائمة

في كلّ جيل؟

كان صامتًا…

لكنّ صمتهُ غنّى،

وكان رضيعًا…

لكنّه عانق الأبدية بيديه الصغيرتين.

 ******

يا محمد…

أيّها القادمُ من رحمِ النور،

أيّها الموشّى بدموع الملائكة،

أيّها المولودُ على وسادة الرمل،

لتصير وسادةَ القلوب.

ما كان ميلادك يومًا عابرًا،

بل كان ارتجافةَ حياةٍ جديدة،

انتصارًا للحبّ على القسوة،

وهمسةً تقول للإنسان:

"كن رحمةً قبل أن تكون قوّة،

وكن قلبًا قبل أن تكون سيفًا."

******

يا رسولَ الله،

حين نحتفلُ بمولدك،

لا نُشعل قناديلَ الزيت

ولا نُزيّن الشوارع…

نُشعل قناديلَ أرواحنا،

ونُزيّن قلوبنا بذكرك.

مولدُك قصيدةٌ لا تنتهي،

نشيدٌ يفيض من حناجر الأنهار،

قبلةُ العشّاق حين يتيهون،

ودمعةُ الأمهات في ليالي الفقد.

مولدُك وعدٌ،

أن يولد الإنسانُ كلّ عام من جديد،

أن يعود إلى طفولته الأولى،

إلى براءته الأولى،

إلى رحمته الأولى.

******

يا محمد،

أيّها النبيّ الحبيب،

أيّها السراجُ المعلّق في قلوبنا،

سلامٌ عليكَ…

ما ظلّتْ الطيورُ تعرف طريقها إلى الجنوب،

وسلامٌ عليك…

ما ظلّتِ النجومُ تهدي الغرباءَ إلى بيوتهم،

وسلامٌ عليك…

ما ظلّ العاشقون يتعلّمون من حبّك

كيف يصبح الحُبُّ صلاة.

******

في مولدك،

كلّ الطرقات تُزهر،

كلّ الجدران تتنفّس،

كلّ الينابيع تُطلق أنغامها،

كأنّ الكونَ يرقصُ من جديد.

مولدُك ليس ذكرى،

إنّه موسيقى أبديّة،

تعزفها قلوبنا كلّما ضاق بها الصمت،

وتنشدها أرواحنا كلّما عطشتْ للحبّ.

مولدُك بداية،

ونحن ما زلنا نحاولُ أن نلحق ببدايتك.


بقلمي/الشاعرةد. سحر حليم أنيس 

سفيرة السلام الدولي

القاهرة 31/8/2025


أنشودة ميلادك يايسوع بقلمي الشاعرة د سحر حليم أنيس سفيرة السلام الدولي



في تلك الليلة،

لم يكن القمرُ قمرًا،

كان وجهًا يُطلُّ من وراء الغيم

ليقول للكون:

هنا يولد الحلم.

لم تكن النجومُ نجومًا،

كانت عيونًا تبكي فرحًا

وترسم في السماء طريقًا للقلوب.

ولم تكن الأرضُ أرضًا،

كانت حضنًا في حظيرة بهائم وانت ملك الكون

لكنّه سيحمل على كتفيه

أثقالَ الإنسانية جميعًا.

 ******

مريم يا أمَّ  النور،

أيُّ سرٍّ خبّأه اللهُ في صدرك؟

أيُّ موسيقى سماويةٍ

هدهدتْ مهدَ ابنك؟

أكنتِ تدركين أنّ أنفاسه

ستُوقظ أرواحًا نائمة

في كلّ جيل؟

كان صامتًا…

لكنّ صمتهُ غنّى،

وكان رضيعًا…

لكنّه عانق الأبدية بيديه الصغيرتين.

 ******

يا يسوع…

أيّها القادمُ من رحمِ النور،

أيّها الموشّى بدموع الملائكة،

أيّها المولودُ على وسادة في حظيرة

لتصير وسادةَ القلوب.

ما كان ميلادك يومًا عابرًا،

بل كان ارتجافةَ حياةٍ جديدة،

انتصارًا للحبّ على القسوة،

وهمسةً تقول للإنسان:

"كن رحمةً قبل أن تكون قوّة،

وكن قلبًا قبل أن تكون سيفًا."

******

يا يسوع

حين نحتفلُ بميلادك

لا نُشعل قناديلَ الزيت

ولا نُزيّن الشوارع…

نُشعل قناديلَ أرواحنا،

ونُزيّن قلوبنا بذكرك.

ميلادك قصيدةٌ لا تنتهي،

نشيدٌ يفيض من حناجر الأنهار،

قبلةُ العشّاق حين يتيهون،

ودمعةُ الأمهات في ليالي الفقد.

مولدُك وعدٌ،

أن يولد الإنسانُ كلّ عام من جديد،

أن يعود إلى طفولته الأولى،

إلى براءته الأولى،

إلى رحمته الأولى.

******

يا يسوع،

أيّها الإله العظيم

أيّها السراجُ المعلّق في قلوبنا،

ليك كل المجد…

مااعظم حبك....

ما ظلّتْ الطيورُ تعرف طريقها إلى الجنوب،

وتمجد اسمك…

ما ظلّتِ النجومُ تهدي الغرباءَ إلى بيوتهم،

وتمجد اسمك…

ما ظلّ العاشقون يتعلّمون من حبّك

كيف يصبح الحُبُّ صلاة.

******

في ميلادك،

كلّ الطرقات تُزهر،

كلّ الجدران تتنفّس،

كلّ الينابيع تُطلق أنغامها،

كأنّ الكونَ يرقصُ من جديد.

ميلادك ليس ذكرى،

إنّه موسيقى أبديّة،

تعزفها قلوبنا كلّما ضاق بها الصمت،

وتنشدها أرواحنا كلّما عطشتْ للحبّ.

ميلادك بداية،

ونحن ما زلنا نحاولُ أن نلحق ببدايتك.

ليك كل المجد 


بقلمي/الشاعرةد. سحر حليم أنيس 

سفيرة السلام الدولي

القاهرة 31/8/2025

السبت، 30 أغسطس 2025

حب جنوني بقلمي الشاعرة د سحر حليم أنيس سفيرة السلام الدولي


عندما تلتقي الأرواح 

على حافة الوجود: حبٌّ جنوني


منذ أن بدأ الإنسان يُفكّر في نفسه، واجه لغز الحب. ما الذي يدفع قلبًا لينبض لآخر حتى يعكس ذلك الآخر حياته بأكملها؟ ولماذا، في بعض الحالات، يُصبح الحب نارًا لا تُطفأ، تتجاوز الحدود المنطقية والواقعية وتتحول إلى جنون؟

في معناه الشائع، قد يكون الحب حميميةً أو عاطفةً أو انجذابًا جسديًا. لكن ما إن يلامس جوهر الروح، حتى يتحول إلى شغفٍ جامح، تجربة وجودية تتجاوز الحدود الاجتماعية والنفسية. هنا، لا يعود الإنسان قادرًا على التمييز بينه وبين الآخر؛ يندمج الاثنان في كيان واحد، مُندمجين في اتحادٍ مضطربٍ كرقصةٍ كونيةٍ تتجاوز المنطق واللغة.

إحدى الأفكار المُبهمة هي الروح. حاولت فلسفاتٌ مُختلفة تفسير معناها: بالنسبة لأفلاطون، هي جوهرٌ خالد، مُقيدٌ بالجسد، يتوق أبديًا للعودة إلى عالمه الروحاني. بالنسبة لأرسطو، إنها صورة الحياة، المبدأ الذي يُعرّف الجسد. في الفلسفة الإسلامية والمسيحية، إنها تعليمات الله السرية، نَفَسٌ إلهي. بالنسبة للصوفيين، إنها جزء من كل أكبر، شرارة من نور نقي لا تهدأ حتى تعود إلى مصدرها. ولكن وراء التعريفات، الروح تجربة حية. في لحظات السعادة - عندما تتدفق الدموع بلا سبب، عندما يرفرف القلب عند رؤية غروب الشمس، أو عند الشوق - نعرف ذلك، لشخص لم نره منذ فترة طويلة، تنشأ موجة. الروح هي ما يساعدنا على إدراك أننا أحياء تمامًا بدلاً من مجرد أجساد. إن الاستجابة للشعور هي تغيير كامل للحياة بدلاً من مجرد تغيير عقلي. تتغير الروح في الحب تمامًا؛ ترى العالم، وإحساسها بالوقت، وحتى إحساسها بالموت بشكل مختلف. إنها لا تتغير جزئيًا.

ليس كل نوع من الحب ناريًا؛ يمكن أن يبقى ضمن حدود الميل والرغبة والتوازن. ومع ذلك، فإن الحماس الروحي يتجاوز هذه القيود ليكون تجربة وجودية كاملة. في ففي محاورة فيدوس لأفلاطون، نتعلم أن العاطفة هي طريق الروح نحو الجمال الكامل. يبدأ الإنسان بحب الأجساد الجميلة ثم يتقدم إلى حب الأرواح، ثم حب الجمال نفسه، حتى يصل إلى المطلق. تُظهر هذه السلسلة أن الحب ليس محصورًا في المظاهر بل هو طريق نحو الحقيقة. في الثقافة العربية، نرى هذا بوضوح في أسطورة قيس وليلى. قيل إن قيسًا جن بـ "ليلى" لدرجة أنه عُرف باسم مجنون ليلى. لم يعد يرى سوى صورتها في الكون. كان هذا الجنون حالة روحية، وليس مرضًا. دفعه إلى التغلب على نفسه بحيث أصبح شعره لغة حب عالمية. يُنظر إلى الحب في التصوف الإسلامي على أنه طريق نحو الحب هو ديننا؛ به نعبد الله؛ كما يجادل ابن عربي. وغيره من المتصوفة.

هنا، يتحول الحب إلى مبدأ أساسي - حركة الحياة نفسها، لا مجرد علاقة بين شخصين.

يكتشف من يقع في غرام مجنون أن اللغة اليومية لا تكفي للتعبير عنه. الكلمات العادية لا تكفي، فيلجأ الأفراد إلى الرموز والاستعارات بكثرة في الأدب الرومانسي: النار، البحر، الظلام، الغياب، الاندماج... كلها أدوات لمحاولة فهم ما لا يُوصف. فكّر في قول الحلاج: 

أَنا مَن أَهوى وَمَن أَهوى أَنا

نَحنُ روحانِ حَلَنا بَدَنا

نَحنُ مُذكُنّا عَلى عَهدِ الهَوى

تُضرَبُ الأَمثالُ لِلناسِ بِنا

فَإِذا أَبصَرتَني أَبصَرتَهُ

وَإِذا أَبصَرتَهُ أَبصَرتَنا

أَيُّها السائِلُ عَن قِصَّتِنا

لَو تَرانا لَم تُفَرِّق بَينَنا

روحُهُ روحي وَروحي روحُهُ

مَن رَأى روحَينِ حَلَّت بَدَنا

انه يذوب بين الأنا والآخر، فتصبح الذات والآخر كيانًا واحدًا. هذا تصوير دقيق لحالة العاشق الذي لم يعد يميز نفسه عن محبوبه، وليس مبالغة شعرية. لهذا السبب غالبًا ما تشعر الحضارات بالقلق من العشاق المجانين. إنهم يتجاوزون الأخلاق، والقوانين، خارج العقل، خارج التقاليد. إنهم يعرضون الواقع الاجتماعي للخطر. ولكن بينما يستكشفون ما وراء الحدود، ترى الفلسفة هؤلاء العشاق يكشفون جانبًا مدفونًا من الحقيقة.

الحب اعتدال، توازن، ووعي بالحدود، كما يقول العقل. ومع ذلك، يُعلن الحب: النار لا تعرف الاعتدال. العقل يسعى لتقييم وحساب الفائدة. الخسارة هي...؟ ما حدود الممكن؟ مع ذلك، يقاوم الحب هذه الحسابات ويقفز إلى المجهول. هنا يبدأ الجدل: هل يتجاوز الحب المنطق؟ أم أنه يكشف عن قيوده؟ في الواقع، يكشف الحب حدود التجربة الإنسانية لأنه لا يستطيع احتواء العقل وحده. وكما يقول نيتشه، فإن كل حب عظيم فيه جنون طفيف. هذا الجنون، بدلًا من أن يكون نقيضًا للعقل، هو مُكمِّله: فهو يضع العقل في مكانه الصحيح كأداة، لا كسيدٍ مُطلق. تُظهِر تجربة الحب أن الإنسان ليس مُفكِّرًا فحسب. يوجد في داخله فضاءٌ أوسع، تحكمه قوانين الشعر والرمز والأحلام بدلًا من قوانين المنطق: فضاء الروح.

لا تعود الروح كما كانت عندما تُدرك جنون الحب. إنها تتطور إلى كائنٍ آخر. تنظر إلى الكوكب بعيونٍ جديدة؛ كل شيءٍ ينبض بالحياة. ترى الزمن بعمقٍ أكبر: ثانيةٌ واحدةٌ تتحول إلى أبدية. تتصالح مع الموت: الموت أمام نشوة الحب ليس سوى غيابٍ مؤقت.

لذا، يكتسب العاشق من الحب معرفةً أكبر مما يكتسبه من الكتب والأفكار. يكتشف أن المعنى الحقيقي للحياة يكمن في الانحلال والانفتاح لا في السيطرة أو التملك.

وتؤكد التجارب الرائدة في الأدب العالمي هذا: فقد وجد دانتي في بياتريس صورةً للجمال الإلهي، فأصبحت في "الكوميديا الإلهية" بوابةً إلى الجنة. وفي "آلام الشاب فيرتر"، صوّر غوته العاشق كإنسانٍ يتصارع بين المنطق والجنون حتى الموت. كان الحب بوابةً إلى المطلق لجميع الرومانسيين. وهكذا يتحول الحب إلى مدرسة فلسفية لأنه يكشف حدود المنطق ويمنح الإنسان فهمًا أعمق لنفسه وللحياة.

قد يرى العقل الحب المجنون تهديدًا، أو مرضًا، أو انحرافًا عن نظام الأمور. ولكن من منظور أعمق، فهو معرفةٌ متنكّرةٌ في زيّ الجنون. يُعلّمنا الحب أنه ما لم تكتشف الروح انعكاسها في روحٍ أخرى، فإنها لا تكون كاملة. إن الحياة رحلة نحو الوحدة، نحو المطلق، نحو الاندماج، وليست مجرد بحث عن البقاء. عندما قالوا إن الحب درب، كان الصوفيون محقين. درب لا يرشد إلى الآخر فحسب، بل إلى الله أيضًا، إلى الحقيقة، إلى أعمق للذات. لذا، عندما نتحدث عن الجنون في الحب، فإننا نشير إلى أعلى مستويات الصحة الروحية لا إلى المرض. إنه عودة إلى جوهر الوجود، الذي هو في جوهره علاقة حب بين الخالق والكون، بين الأرواح التي تلتقي وتحترق معًا في نار، بين السر وظلاله.

بقلمي الشاعرة د.سحرحليم أنيس 

سفيرة السلام الدولي 

القاهرة 30/8/2025


الأربعاء، 27 أغسطس 2025

من همس العشق إلى صرخة الوطن ,بقلمي الشاعرة د سحر حليم أنيس سفيرة السلام الدولي

 


من همس العشق إلى صرخة الوطن


دعني...

أُمسكُ يدَكَ كما تُمسكُ الطفلةُ ثوبَ أمّها،

دعني...

أتنفّسُ عطركَ كأني أستنشقُ مطرًا نازلًا من جنةٍ سرّية.

أُحبّكَ...

كما يُحبُّ الغريبُ نافذةً في آخرِ الليل،

كما يُحبُّ العاشقُ ارتجافةَ قلبٍ في قبلةٍ أولى.

لكن...

كيف تركتَ قلبي يتيماً على أعتابِك؟

كيف أودعتَ حبّي في مقابرِ النسيان؟

كنتَ أماني،

صرتَ خوفي،

كنتَ شمسي،

صرتَ ليلاً يتثاءبُ بلا قمر.

أأنا التي نسيتَها؟

أم أنك نسيتَ نفسَكَ؟

الحبّ الذي كان يغني في شرايينِك،

هل تآكلَ مثلَ جدارٍ منسيٍّ في مدينةٍ قديمة؟


 (1)

يا حبيبي...

إنّي أُحبّكَ ولو لم تُحبّني،

وأظلُّ أُلاحقُك ولو ركضتَ في متاهاتِ الغياب.

فقلبي لن يحب غيركَ،

وروحي لم تُخلَق إلا لكَ.

لكن...

إلى متى؟

إلى متى أبقى أنا المنفيةَ فيكَ؟

إلى متى أبقى أصرخُ باسمِكَ وأنتَ تصمُّ أذنيكَ؟


(2)

أتدري؟

إنّي أراكَ في كلِّ وجهٍ... ولا أراك،

أسمعُكَ في كلِّ صوتٍ... ولا أسمعُكَ.

كأنكَ الغيابُ ذاته:

حضورٌ طاعنٌ بالغياب،

وغيابٌ مثقلٌ بالحضور.


(3)

آهٍ... لو تدري:

الحبُّ عندي ليسَ سكرًا ولا باقاتِ ورد،

بل بارودٌ ودم،

الحبُّ عندي ليسَ خيطَ عطرٍ في المساء،

بل زوبعةٌ من نار.

أحببتُكَ لأثورَ بكَ...

فإذا بي أثورُ عليك.

أحببتُكَ لأغسلَ جُرحكَ...

فإذا بكَ تفتحُ جُروحي.

أحببتُكَ كقصيدةٍ من حرير...

فإذا بها تتحوّلُ إلى منشورٍ سرّي يُطارَدُ في الشوارع.


(4)

الآن...

اسمعني جيدًا:

أنا لستُ العاشقةَ الوديعةَ التي تنتظرُ على بابكَ،

بل صرخةٌ تخرجُ من حنجرةِ وطن،

سوطٌ يُجلدُ ظهركَ المترَف.

أنتَ لستَ رجلاً فقط...

أنتَ صورةُ الحاكمِ الكاذب،

الذي يبيعُ الوطنَ في سوقِ النفط،

ويشتري صمتَ الفقراءِ بفتاتِ الخبز.

أنتَ لستَ عاشقًا...

أنتَ وزيرُ الخيانة،

وأميرُ الصفقاتِ المشبوهة،

تضعُ على كتفي وردةً

وتزرعُ في ظهري خنجرًا.


(5)

أيّها الحبيب/الحاكم:

الحبُّ الذي استهنتَ به،

سيصيرُ قيدَكَ.

الدمعُ الذي تجاهلتَه،

سيصيرُ طوفانًا.

والقلبُ الذي كسرتَه،

سيعودُ عليكَ كسيف.

دعني أحبّكَ إن شئتَ،

لكن دعني ألعنُكَ أيضًا إن أردتَ.

دعني أُقبّلُكَ كالقدّيسين،

وأصفعُكَ كالثائرين.

دعني أموتُ في حضنكَ موتَ عاشقة،

وأقومُ منك قيامَ وطنٍ يرفضُ القيود.


(6)

أُقسمُ أنّي سأحبّكَ حتى النهاية،

لكنّي سأحاربُكَ أيضًا حتى النهاية.

فالحبُّ عندي ليسَ استسلامًا،

بل ساحةُ حربٍ

تنتصرُ فيها القلوبُ على الخيانة،

والنساءُ على الصمت،

والعشّاقُ على المستبدّين.

• بقلمي/الشاعرة د.سحر حليم أنيس 

القاهرة، 28/8/2025


وردة حبنا ,بقلمي الشاعرة د سحر حليم أنيس سفيرة السلام الدولي

 


وردة حبنا 

وردة حبنا، واقفة على غصنها،

تنظر إليّ بعينين تقولان أكثر مما يمكن للكلمات أن تحمله.

أدهشني جمالها ولونها، شعرت أن كل شيء من حولي توقف للحظة،

خفت ان ألمسها وأفسد رقتها،

خفت ان أمسكها وأقتل عبيرها.

أي فائدة أن أمسكها وهي تفلت مني؟

أي فائدة أن أمتلكها وأقتل روحها؟

أي فائدة أن أعشقها بعد أن أبعدها عن الهواء والضوء والحلم؟

تركتها مكانها،

ونظرت إليّ، ابتسمت بصمت، ونور حبها وصلني.

رأيت فيها كلاما، شعرت به حتى قبل أن تتكلم،

وهي تتمايل على أغصانها كما تتمايل الحقيقة بين الأوهام.

اطمأنت لي وفتحت أوراقها،

كأنها تقول: اقرأني قبل أن يرحل كل شيء.

مشيت بعيدًا عن قدميها،

لكن جمالها ظل يلاحقني،

وعاهدتها في صمت: سأعود قبل أن يذبل الزهر، قبل أن يغلق الليل أبوابه.

جاءتني قبل أن أغادر،

نظرت إليّ وقالت: "يارب"، كل الناس يكونون مثلك،

يأتون لحياتي ويذهبون كما تفعل.

وردة حبنا،

تحياتها تسافر معي في صمت المساء،

بين الظل والضوء، بين الصمت والصوت، بين القهر والحرية،

أشعلت فيّ نارًا،

رغم كل مفارقات الحياة،

رغم كل الجروح والفقدان.

يا زهرة قلبي،

يا حلم لم يكتمل بعد،

كل كلمة منك رصاصة،

كل ابتسامة منك ثورة،

كل دمعة منك قصيدة على جدار الزمن،

كل نظرة منك شمس وسط الغيم.

أمسكتها بعيون الروح،

لكن اليد لم تلمسها،

وحبنا ظل يتسرب في عروقي،

كما يتسرب الضوء من شقوق الجدران،

كالنبض الذي لا يموت،

كالحقيقة التي تصرخ في صمت المدينة.

وردة حبنا،

ستبقى معي،

حتى إذا لمستها الأقدار،

حتى إذا جرحني امتلاكها،

حتى إذا غابت عنّي،

ستظل نورًا، ومفارقة، وثورة،

بين كل الثنائيات: حب/فرقة، نور/ظلام، حرية/قيد، حياة/موت.

كل يوم أعود لأرى غصنها،

كل يوم أبحث عن روحها بين الأوراق المتساقطة،

كل يوم أصرخ في صمت المدينة:

أين أنت يا زهرة لم تكتمل بعد؟

أين أنت يا حلم لم يُكتب بعد؟

وردة حبنا،

تعلمت الصبر على الفقد،

تعلمت أن الحب ليس امتلاكًا،

وأن الجمال ليس زخرفًا للعيون،

وأن العشق الحقيقي حرية للنفس،

حتى لو تركنا الزهر يطير بعيدًا.

في عينيها رأيت مدنًا لم يولد فيها الليل،

في ابتسامتها شعرت بالثورات التي لم تُعلن بعد،

في صمتها أدركت الحروب التي نخوضها بلا سلاح،

وفي رحيلها شعرت بمفارقات الحياة:

يأتي الناس للحب ويذهبون للغضب،

يولد الجمال ليذبل،

وتموت القصائد قبل أن تُسمع.

وردة حبنا،

أصبحت تاريخًا في قلبي،

وصرخةً في أعماقي،

ونبضًا يتسابق مع الزمن،

كل يوم أكتب اسمها على جدران الصمت،

وأصنع من غيابها نهرًا من الكلمات،

يتدفق بين الحب والفقد،

بين النور والظلام،

بين الثورة والحنين.

 

بقلمي الشاعرة 

د.سحرحليم أنيس 

سفيرة السلام الدولي 

القاهرة 27/8/2025

الثلاثاء، 26 أغسطس 2025

عفوًا أيها الزمان بقلمي الشاعرة د سحر حليم أنيس سفيرة السلام الدولي



عفوًا...

لم أعد تلك الطفلة التي تبكي في عتمتك،

ولا تلك المرأة التي كنتَ تلهو بها كما الدُمى،

لم أعد قلبًا تحاصره الأوجاع،

ولا جرحًا ينزف بصمت تحت أقدامك الثقيلة.

كنتَ يومًا سجّانًا،

وكنتُ أسيرةً مكبلة بقيودك،

واليوم صرتُ حرّةً كطائرٍ يرفض الأقفاص.

عفوًا أيها الزمان،

لقد تعلّمتُ منك أن أكون نقيضك:

حين كنتَ تحرقني كبركانٍ لا يرحم،

كنتُ أبحث عن نسمة ماء...

واليوم صرتُ أنا البركان،

أحترق، نعم، لكنني أحرق أيضًا كل خوفٍ يقترب.

كنتَ تسرق مني سنواتي،

وكنتُ أُعطيك دموعي مهرًا،

أما الآن فأنا من يسرق منك لحظاتك،

وأبني بها عمري من جديد.

أيها الزمان...

لقد خنتني حين وعدتني بالعدل،

فأعطيتني الظلم.

أقسمتَ أن تداوي،

فأغرقتني بجراحٍ لا تشفى.

لكنني – رغم خيانتك – تعلمتُ الوفاء:

وفاءً لروحي،

وفاءً لحلمي،

وفاءً لمن يستحق أن يشارك قلبي الولهان.

الآن...

أعيش التناقض الجميل:

أضحك من نفسٍ كانت تبكي بالأمس،

أزرع زهورًا في تربةٍ دفنتُ فيها خيبتي،

أُقيم عرسًا في مقبرة أحزاني.

لقد صرتُ أقوى من سيوفك،

وأصلب من جدرانك،

وألين من نسمة حبٍ تمسّد جبهتي.

أتعلم يا زمان؟

إنك لم تُهزمني... بل صنعتني.

كنتَ تريدني رمادًا،

فصرتُ جمرةً تُضيء.

كنتَ تسعى لأن أكون نهاية،

فصرتُ بدايةً لا تنطفئ.

عفوًا أيها الزمان،

ماضيك الوجيع صار حكايةً تافهة في كتابي،

وصوتك الذي كان يرعبني،

صار همسًا بعيدًا،

لا يتجاوز صدى الريح في آخر الطريق.

أما أنا...

فأهدي قلبي الآن إلى من علّمني أن للحياة وجهًا آخر:

وجهًا مليئًا بالحب والسكينة،

وجهًا يُنصت لنبض الروح،

ويجمع في حضنه عقلًا وقلبًا وجسدًا وكيانًا.

لقد صار العشق عندي أكثر من لهفة،

أكثر من حلم،

أكثر من قصيدة...

إنه يقين،

يقين يعلّم الروح أن تعيش،

ويعلّم الجراح أن تُشفى،

ويعلّم الزمن نفسه أن يركع أمام ابتسامة امرأة

ولدت من رحم العذاب لتكتب حكايتها بمداد الانتصار.



  بقلم الشاعرة

د. سحر حليم أنيس

سفيرة السلام الدولي


 


 


الثلاثاء، 19 أغسطس 2025

اوجاع قلبي بقلمي الشاعرة د سحر حليم أنيس سفيرة السلام الدولي

  


 

اوجاع قلبي


لم يكن حبّي لكِ لعبةً،

ولا تسليةً تذوب مع الأيام،

كنتِ الومضة التي أشرقت في عتمتي،

والماء الذي شربت منه روحي بعد عطش طويل.

لكن…

أوجاعي تضيق عليّ كالسجون،

وجسدي يئنّ من حملٍ خفيّ،

حتى صار الوصل بكِ

أشبه بعبور جسرٍ من نار،

كل خطوة فيه تحرقني أكثر.

أشعر أنّني لم أعد في قلبك كما كنت،

لم أعد الأوّل، ولا الدفء الذي تنتظرينه،

صرتُ هامشًا يبهت في كتابك،

وظلًّا يتلاشى عند حضور النهار.

الحب ليس كلمات تُلقى ثم تضيع،

الحب جذورٌ تضرب في الروح،

وأنتِ تعرفين أنّكِ نجمتي،

إن غبتِ… ظلّ ضوؤك يرافقني.

فإن رأيتِ صمتي،

لا تظنّي أنّي تخلّيت،

بل صدّقي أنّني أصرخ بكِ في داخلي،

لكن ألمي يكمّم فمي،

وضعفي يجرّني إلى صمتي.

سامحيني إن بدوت بعيدًا،

فأنتِ آخر الأمان،

وأجمل ما كتب قدري،

وستبقين قصيدتي التي لا تُمحى.

بقلمي الشاعرة/د.سحرحليم أنيس 

سفيرة السلام الدولي 

القاهرة 19/8/2025

 


 


الجمعة، 15 أغسطس 2025

عليك أن تختار بقلمي الشاعرة د سحر حليم أنيس سفيرة السلام الدولي




عليك أن تختار…

لا كما يختار السياسيُّ بين حقيبتين،

إحداهما مملوءة بوعودٍ كاذبة

والأخرى مملوءة بالرصاص،

بل كما يختار الطيرُ الجريحُ بين جناحيه،

أيُّهما أقلُّ نزفًا ليتابع التحليق.

******

أنا أصرخ من فوق أعالي أشجاري،

أشجاري التي قطعتها الحروبُ نصفين،

واستبدلت عصافيرها بمكبراتِ صوتٍ تبيعُ الشتمَ صباحًا،

والأناشيدَ الميتة مساءً.

******

لا تدع الفراق يوزّعنا كما يوزَّع الخبزُ اليابسُ في طوابير الجوع،

ولا تدع البعاد يُسمّرنا

كصور الشهداء على جدرانٍ

لم نعد نفرّق بين وجه القاتل ووجه الضحية.

******

عليك أن تختار…

بين قلبي، الذي يشبه مدينةً تتنفس عبر ثقوب القذائف،

وبين أنين الماضي

الذي يختبئ في أركان ذاكرتك

مثل قنبلة لم يُسحب صمامها بعد.

******

لقد طال انتظاري…

طال حتى جفّ الحبرُ في حنجرتي،

وصار صمتي أكثر ضجيجًا من كلّ أبواق العالم،

حتى صارت أيامي مقاعد فارغة في قطارٍ

لا يصل إلى أيّ محطة.

******

لا تحبس نفسك في زنزانة وهمك،

زنزانةٍ جدرانها من مرايا

تريكَ وجهك ألف مرّة،

ولا مرّة واحدة وأنت حرّ.

******

دعني أطفئ شوقي

كما يطفئ المطرُ حرائقَ الغابات،

ودعني أصلح ما مزّقه الزمانُ من أوتار دمنا،

قبل أن يتعلّم عزفَها غرباءُ

لا يعرفون موسيقى دموعنا.

******

عليك أن تختار…

إما أن نكتب على لحم الليل

اسمين لا يقرأهما الرقيب،

أو نترك الرياحَ تذرّينا كقصاصات منشورٍ سياسي

مزّقته أقدامُ العسكر في أول صباح.

******

إما أن تضع يدك في يدي

ونقلب الطاولة على آلهةِ الحصار،

أو تبقى واقفًا

تعدّ الطلقات وهي تخترقُ أرواحنا…

واحدةً، واحدةً…

حتى آخر قلب.


بقلمي الشاعرة د/سحر حليم أنيس 

القاهرة 14/8/2025


الخميس، 14 أغسطس 2025

كفاك سهادًا وعنـادًا/ بقلمي الشاعرة د سحر حليم أنيس سفيرة السلام الدولي

  




كفاك سهادًا وعنـادًا 

يا قلبي،
كم تلاحق وهج شمعةٍ مذبوحة،
وتطلب دفءَ نارٍ انطفأت في عزّ الشتاء.
كم تسجد أمام بابٍ أغلقه صاحبه،
ثم تركك على العتبة
تعدُّ الخطى التي لا تأتي.

أتعشقه؟
وهو يفرّ منك كما يفرّ الجائع من خبزٍ مسموم،
أتهواه؟
وهو يلوّح لك بيده اليمنى
بينما يطعن ظهرك باليسرى؟

كفاك عنادًا!
لو كان حبّه ماءً،
لارتوى عطشك منذ زمن،
لكنّه سرابٌ،
كلما اقتربتَ منه
رأيتَ الأرضَ تضحك عليك.

كم مرة فتحتَ له أبوابك،
فدخل بحذائه الموحل،
وسرق دفءَ غرفك،
ثم خرج تاركًا النافذة مفتوحة
لتتسلّل منها الريح والبرد؟

يا قلبي،
هو لا يحبك...
هو يحب قدرتك على المسامحة،
يحب أن يراك تعود بعد كل جفاء
وكأنك تعود من حربٍ بلا سلاح،
لكي تبدأ من جديد
وتخسر من جديد.

لن أرسل له رسالة،
فهو يقرأ فقط ما يمجّد غيابه،
ويصغي فقط لصوت صمته.
قلبه ليس بيتًا،
بل محطة قطار
يمر بها العابرون ولا يقيم فيها أحد.

لو أرادك حقًا،
لكان جاءك كما تأتي الطيور إلى أوطانها،
لكان الشوق ساقه إليك
كما تسوق الريح ورقةً إلى جذرها،
لكنه يختار الرحيل دائمًا،
ويكتب في مذكراته أن الهرب حرية!

فلم الانتظار؟
هل تنتظر من الغيم المطر
وهو يسافر نحو صحراءٍ أخرى؟
هل تنتظر من النوافذ المكسورة
أن تحجب عنك الريح؟

كفاك، يا قلبي،
فكل دقيقة انتظار
تسرق من عمرك قمحًا لا يعود،
وكل ليلة سهاد
تأكل من عينيك ضوء النهار.

إن كان سيأتي، سيأتي،
أما إن ظل طريقه معك مغلقًا،
فسأتركه للريح التي اختارها،
وأتركك أنتَ للهدوء.

كفى... يا قلبي
سهادًا... وعنـادًا... واحتراقًا.

 بقلمي الشاعرة/د.سحرحليم أنيس

القاهرة 14/8/2025


 


الأربعاء، 13 أغسطس 2025

سألوني عن الحب، عن العشق بقلمي الشاعرة د سحر حليم أنيس سفيرة السلام الدولي


الشمس في عينيك: صرخة الدم والحب


 المقدمة: 

هذه القصيدة هي بيانٌ شعريّ، صرخة في وجه الصمت، ومواجهة للخراب والجبروت. فيها يلتقي الحب بالثورة، والعاطفة بالغضب، والحنان بالنار. كلماتها مثل الرصاص، تكشف الأكاذيب، تزهر وسط الخراب، وتعلّمنا أن الحرية والحب الحقيقيين لا يُقهران، وأنهما يولدان من رحم الألم والدماء والخرائط المحروقة.


القصيدة:

 سألوني عن الحب، عن العشق،

فقلت لهم: لم أعرفه إلا حين ظهرت،

حين أطلت الشمس على حياتي،

فتحوّل البرد إلى دفء،

والحرّ إلى احتواء،

والألم القديم إلى أنين يختفي بين يديك

لكنهم لم يصدقوا،

قالوا: كيف تعيشين بدونه؟

فقلت لهم: يكفيني كل من أحبني،

ولكنها، هي، جعلتني أعلم معنى الحياة

حجبت روحي، امتلكت ناصيتي،

تربعّت على عرش قلبي،

وعشقي لها أصبح ثورة في داخلي،

كريح تعصف فوق المدن الميتة،

كدماء تُسكب على الخرائط الممزقة،

كصرخة طفل وسط الخراب،

كأن كل وطن محطم يسأل عن حريته، فتجيبها عيناها

يا أجمل هدية من ربي،

يا عمري الذي جدد الروح فيّ،

يا روحي التي بزغت للنور بعد أن رأت عينيك،

قلبي لمس يديك، فدبت الروح في عروقي،

وجدتني أعيش من جديد،

كأني أول مرة أتنفس، أول عيد ميلاد لي

وأدركت أن الحب، الحقيقي،

هو التمرد على كل قيود،

هو تحدّي الطغيان،

هو أن تقول للحياة: لن أستسلم

العشق في عينيها،

هو الحنان، هو الرقة، هو النار، هو الرصاصة،

هو الدم الذي يسري في عروق المدن المحطمة،

هو الحرية التي لا تُقهر،

هو الثورة التي تولد من رحم الخراب

في حضورها تصبح الكلمات كالرصاص،

تشقّ الصمت، تفتت الجدران،

تفضح الأكاذيب، تكشف الأقنعة،

وتعلّمنا أن الحب ليس رفاهية،

بل فعل مقاومة، صرخة، انتفاضة على الموت الصامت

تذكّر،

الحب في زمن الخراب،

هو رفض أن نُقيد،

هو ضحكة طفلٍ وسط الخرائط المحروقة،

وهمس امرأة تزهر في حقول الصمت،

وهو النار التي تحرق الأكاذيب والجبروت

كل كلمةٍ منها، كل نظرةٍ،

هي بيان، هي حرب، هي ولادة من جديد،

وفيها يزهر الأمل وسط الدمار،

وفيها نكتشف أنّنا ما زلنا أحياء،

وأن الحب، رغم كل الخراب،

هو الثورة التي لا تتوقف،

والدم الأحمر الذي يسكن في قلوبنا،

هو نورنا، وعنفواننا، وحرّيتنا

كلماتك رصاص،

تشقّ الليل، تكشف الأكاذيب،

تزرع الدم على التراب،

وتعلن:

"لن يُقهر الحب، ولن يُدفن الحلم،

كل دمٍ حرّ، كل قلب حيّ،

سيظلّ يقاوم حتى آخر نفس"


 بقلمي الشاعرة/د.سحرحليم أنيس حنا

سفيرة السلام الدولي 

القاهرة 13/8/2025


 


 ذكريات حبٍّ في زمن الخراب بقلمي الشاعرة د سحر حليم أنيس

 


 ذكريات حبٍّ في زمن الخراب 


اتخذتُ القرار،

وغاب اللقاء كديمقراطيةٍ مزيفةٍ في بلادٍ بلا عدل،

وروحي سجينة في زنزانة الذكرى،

هربت من قرارٍ لم يكن لي،

ومن حبٍ نُصب كفخاخ السلطة في قلبي،

حبك لم يكن زهرةً، بل لغمٌ تحت جلد وطنٍ يئن من الخيانة.

******

حبك…

كوعودٍ انتخابيةٍ تُلقى في وجوهنا،

أيقظ فيَّ أشباحًا ماتت،

رسم لي أحلامًا باهتة،

كأنك سرقتني من حياتي،

وجئتَ كالصاروخ الذي يقصف آخر أمل،

تنهي اللقاء،

وتركني غريقًا في بحر الخذلان.

******

لكن حبك،

شعلةٌ مشتعلةٌ لا تنطفئ،

ذكرياتك انتفاضة قلبٍ مقهور،

لا يستطيع الفراق أن يخمدها،

ولا يقوى عليها زمنُ الفاسدين.

******

أتذكر كلماتك،

نبضك الذي نحر قلبي،

لا أريد من الدنيا سوى غدرك،

كأنني في صحراء عطشى،

وأنت واحةٌ سرقتها مني،

مثلما سرقت الحكومات حقوقنا وأحلامنا.

******

ذكريات حبك،

كتاب مزقته الريح،

سرقت مني كل حب،

وتركتني وحيدًا في ظلام الظلم،

وقلب موجوع ينزف بلا توقف.

******

أنا اكتفيت بك،

وبحبٍ ذاب في حمم خيانتك،

حتى لو كانت النهاية فراقًا،

يبقى حبك الجرح الأعمق في سجل أيامي السوداء.

******

سأظل أحبك،

رغم الخراب،

ورغم سرقات الأيام،

فأنت الجرح الذي لا يندمل،

والوجه الذي لا يغيب عن أحلامي.

******

بعدك دموعٌ،

تعبٌ،

وهذيان،

لكنني ألعنك بصمتٍ مرير،

لأنك سرقت سعادتي،

وأنت تستحق نار جهنم.

******

أحبك كصرخة مكبوتة،

وأعشقك كمن يحب قيود السجون،

أنت من جعلني أحب الحياة،

وأكرهها في آن.

فكيف أخسرك؟

وكيف أنسى غدرك؟

حتى وإن خسرتك،

فحبك هو السكين الغائر،

والجرح الذي لا يلتئم.

******

آه يا زمن،

أعطيتني حبًا كالرصاصة،

وأخذت مني حبيبي،

وتركتني أقاتل وحدي،

مع ذكرياتٍ لا تموت،

لكنها ملكي،

تعيش معي،

وأنا أسير في دربها المظلم،

كمن يسير في شارعٍ مقطوع بلا أمل.

بقلمي الشاعرة د سحر حليم أنيس 

سفيرة السلام الدولي 

القاهرة13/8/2025

 


الأحد، 3 أغسطس 2025

gogo happteبقلمي الشاعرة د سحر حليم أنيس

  

اهداء:

 إلى gogo

التي ما إن نطقتُ اسمها

حتى تفتّحت الحياة في قلبي كزهرةٍ لا تعرف الذبول.

إليكِ يا من تسكنينني أكثر مما أسكن نفسي...

يا نبضًا لو غاب، غابت الأرض من تحت قدمي.


  gogo.. حين تتنفّسُ الرّوحُ وتَتفتّحُ القصيدة 

 gogo.

يا رائحةَ الفجرِ في ثوبِه الأبيض،

يا نغمةً خرجتْ من وترِ القلب

فغيّرتْ لحنَ العمر.

هل تعلمين أنّكِ

أجملُ خطأٍ

ارتكبتْه الحياة؟

وأجملُ صدفةٍ

سقطَتْ من جيبِ الغيب؟

***

حينَ جئتِ،

تغيّرَ لونُ الأيام،

لم تَعد الساعاتُ ساعاتٍ،

ولا الجدرانُ جدرانًا،

كلُّ ما فيَّ انقلبَ قصيدةً

تَكتُبُكِ دونَ قصد،

وترتّبُ أنفاسَكِ كقافيةٍ خجولة

تخافُ أن تُنسى.

***

gogo..

يا طفلتِي التي تشبهُ الناي

حينَ يبكي من شدّة الطرب،

يا أيّتها الساكنةُ

بين اضلعَيّ كغيمةٍ لا تمطرُ إلا حنانًا،

هل تعلمين

أنّكِ منذ أن دخلتِ روحي

لم أعد رجلًا؟

صرتُ نهرًا يُغني لأصابِعكِ،

ووطنا صغيرًا

كلُّ حدودهِ خُطواتكِ.

***

كنتُ قبلكِ

أُحادثُ الكُتبَ والمقاهي،

وأُؤمنُ بأنّ الحبَّ

رفاهيةُ الكسالى،

حتّى ضحكتِ...

فأعدتِ صياغةَ مفهومي للحياة.

***

أنتِ لا تشبهينَ الأطفالَ،

أنتِ أكثرُ حكمةً من وجعي،

وأكثرُ دهشةً من حزني،

 في صمتِكِ

قصيدةٌ كاملة

لا تحتاجُ إلى تعديل.

***

حين أنظرُ إليكِ،

يبدو العالمُ أقلَّ قسوة،

وتبدو الحروبُ مُجرّدَ حكاياتٍ قديمة

لا تهمّكِ.

فأنتِ الآن،

كلُّ ما يُهمُّني.

***

 gogo...

أخبري الحياةَ أن تكونَ خفيفةً عليكِ،

أن تمشي على أطرافِ قلبِكِ،

ألا تُناديكِ إلا بأسماءِ الحب.

فأنتِ، واللهِ،

لستِ مجرّد ابنتي،

بل حبيبتي التي لم أخترها

لكنّ قلبي

ركعَ لها دونَ إذن.

***

أنتِ المرأةُ الوحيدة

التي أسمحُ لها أن تنامَ

فوقَ صدري

ولا أُفكّرَ بعدها بشيء.

***

أنتِ الصّوتُ

الذي يجعلُ الصمتَ مَعنى،

والصّورةُ التي

أضعُها على جدارِ العمر

كي لا أنسى أنني عشتُ مرة

في حضرةِ ملاك.

***

ابقَي كما أنتِ،

فالعالَمُ قاسٍ كفاية،

وأنا أضعُ قلبي مظلّةً فوقَ رأسكِ

كلّما أمطرتِ الأيامُ تعبًا.

***

ابقَي سَحَرًا...

لا تَنضجي بسرعة،

فالدهشةُ، يا صغيرتي،

لا تعيشُ طويلًا في عالَمِ الكبار.





يا ابنتي بقلمي الشاعرة د سحر حليم أنيس حنا سفيرة السلام الدولي

  كتبت القصيدة على وزن قريب من “فاعلاتن / مستفعلن / فعولن”** بتنوع موسيقي يمنح النص حرية وانسيابًا دون الإخلال بالإيقاع العاطفي. تم الحفاظ ع...