الجمعة، 15 أغسطس 2025

عليك أن تختار بقلمي الشاعرة د سحر حليم أنيس سفيرة السلام الدولي




عليك أن تختار…

لا كما يختار السياسيُّ بين حقيبتين،

إحداهما مملوءة بوعودٍ كاذبة

والأخرى مملوءة بالرصاص،

بل كما يختار الطيرُ الجريحُ بين جناحيه،

أيُّهما أقلُّ نزفًا ليتابع التحليق.

******

أنا أصرخ من فوق أعالي أشجاري،

أشجاري التي قطعتها الحروبُ نصفين،

واستبدلت عصافيرها بمكبراتِ صوتٍ تبيعُ الشتمَ صباحًا،

والأناشيدَ الميتة مساءً.

******

لا تدع الفراق يوزّعنا كما يوزَّع الخبزُ اليابسُ في طوابير الجوع،

ولا تدع البعاد يُسمّرنا

كصور الشهداء على جدرانٍ

لم نعد نفرّق بين وجه القاتل ووجه الضحية.

******

عليك أن تختار…

بين قلبي، الذي يشبه مدينةً تتنفس عبر ثقوب القذائف،

وبين أنين الماضي

الذي يختبئ في أركان ذاكرتك

مثل قنبلة لم يُسحب صمامها بعد.

******

لقد طال انتظاري…

طال حتى جفّ الحبرُ في حنجرتي،

وصار صمتي أكثر ضجيجًا من كلّ أبواق العالم،

حتى صارت أيامي مقاعد فارغة في قطارٍ

لا يصل إلى أيّ محطة.

******

لا تحبس نفسك في زنزانة وهمك،

زنزانةٍ جدرانها من مرايا

تريكَ وجهك ألف مرّة،

ولا مرّة واحدة وأنت حرّ.

******

دعني أطفئ شوقي

كما يطفئ المطرُ حرائقَ الغابات،

ودعني أصلح ما مزّقه الزمانُ من أوتار دمنا،

قبل أن يتعلّم عزفَها غرباءُ

لا يعرفون موسيقى دموعنا.

******

عليك أن تختار…

إما أن نكتب على لحم الليل

اسمين لا يقرأهما الرقيب،

أو نترك الرياحَ تذرّينا كقصاصات منشورٍ سياسي

مزّقته أقدامُ العسكر في أول صباح.

******

إما أن تضع يدك في يدي

ونقلب الطاولة على آلهةِ الحصار،

أو تبقى واقفًا

تعدّ الطلقات وهي تخترقُ أرواحنا…

واحدةً، واحدةً…

حتى آخر قلب.


بقلمي الشاعرة د/سحر حليم أنيس 

القاهرة 14/8/2025


الخميس، 14 أغسطس 2025

كفاك سهادًا وعنـادًا/ بقلمي الشاعرة د سحر حليم أنيس سفيرة السلام الدولي

  




كفاك سهادًا وعنـادًا 

يا قلبي،
كم تلاحق وهج شمعةٍ مذبوحة،
وتطلب دفءَ نارٍ انطفأت في عزّ الشتاء.
كم تسجد أمام بابٍ أغلقه صاحبه،
ثم تركك على العتبة
تعدُّ الخطى التي لا تأتي.

أتعشقه؟
وهو يفرّ منك كما يفرّ الجائع من خبزٍ مسموم،
أتهواه؟
وهو يلوّح لك بيده اليمنى
بينما يطعن ظهرك باليسرى؟

كفاك عنادًا!
لو كان حبّه ماءً،
لارتوى عطشك منذ زمن،
لكنّه سرابٌ،
كلما اقتربتَ منه
رأيتَ الأرضَ تضحك عليك.

كم مرة فتحتَ له أبوابك،
فدخل بحذائه الموحل،
وسرق دفءَ غرفك،
ثم خرج تاركًا النافذة مفتوحة
لتتسلّل منها الريح والبرد؟

يا قلبي،
هو لا يحبك...
هو يحب قدرتك على المسامحة،
يحب أن يراك تعود بعد كل جفاء
وكأنك تعود من حربٍ بلا سلاح،
لكي تبدأ من جديد
وتخسر من جديد.

لن أرسل له رسالة،
فهو يقرأ فقط ما يمجّد غيابه،
ويصغي فقط لصوت صمته.
قلبه ليس بيتًا،
بل محطة قطار
يمر بها العابرون ولا يقيم فيها أحد.

لو أرادك حقًا،
لكان جاءك كما تأتي الطيور إلى أوطانها،
لكان الشوق ساقه إليك
كما تسوق الريح ورقةً إلى جذرها،
لكنه يختار الرحيل دائمًا،
ويكتب في مذكراته أن الهرب حرية!

فلم الانتظار؟
هل تنتظر من الغيم المطر
وهو يسافر نحو صحراءٍ أخرى؟
هل تنتظر من النوافذ المكسورة
أن تحجب عنك الريح؟

كفاك، يا قلبي،
فكل دقيقة انتظار
تسرق من عمرك قمحًا لا يعود،
وكل ليلة سهاد
تأكل من عينيك ضوء النهار.

إن كان سيأتي، سيأتي،
أما إن ظل طريقه معك مغلقًا،
فسأتركه للريح التي اختارها،
وأتركك أنتَ للهدوء.

كفى... يا قلبي
سهادًا... وعنـادًا... واحتراقًا.

 بقلمي الشاعرة/د.سحرحليم أنيس

القاهرة 14/8/2025


 


الأربعاء، 13 أغسطس 2025

سألوني عن الحب، عن العشق بقلمي الشاعرة د سحر حليم أنيس سفيرة السلام الدولي


الشمس في عينيك: صرخة الدم والحب


 المقدمة: 

هذه القصيدة هي بيانٌ شعريّ، صرخة في وجه الصمت، ومواجهة للخراب والجبروت. فيها يلتقي الحب بالثورة، والعاطفة بالغضب، والحنان بالنار. كلماتها مثل الرصاص، تكشف الأكاذيب، تزهر وسط الخراب، وتعلّمنا أن الحرية والحب الحقيقيين لا يُقهران، وأنهما يولدان من رحم الألم والدماء والخرائط المحروقة.


القصيدة:

 سألوني عن الحب، عن العشق،

فقلت لهم: لم أعرفه إلا حين ظهرت،

حين أطلت الشمس على حياتي،

فتحوّل البرد إلى دفء،

والحرّ إلى احتواء،

والألم القديم إلى أنين يختفي بين يديك

لكنهم لم يصدقوا،

قالوا: كيف تعيشين بدونه؟

فقلت لهم: يكفيني كل من أحبني،

ولكنها، هي، جعلتني أعلم معنى الحياة

حجبت روحي، امتلكت ناصيتي،

تربعّت على عرش قلبي،

وعشقي لها أصبح ثورة في داخلي،

كريح تعصف فوق المدن الميتة،

كدماء تُسكب على الخرائط الممزقة،

كصرخة طفل وسط الخراب،

كأن كل وطن محطم يسأل عن حريته، فتجيبها عيناها

يا أجمل هدية من ربي،

يا عمري الذي جدد الروح فيّ،

يا روحي التي بزغت للنور بعد أن رأت عينيك،

قلبي لمس يديك، فدبت الروح في عروقي،

وجدتني أعيش من جديد،

كأني أول مرة أتنفس، أول عيد ميلاد لي

وأدركت أن الحب، الحقيقي،

هو التمرد على كل قيود،

هو تحدّي الطغيان،

هو أن تقول للحياة: لن أستسلم

العشق في عينيها،

هو الحنان، هو الرقة، هو النار، هو الرصاصة،

هو الدم الذي يسري في عروق المدن المحطمة،

هو الحرية التي لا تُقهر،

هو الثورة التي تولد من رحم الخراب

في حضورها تصبح الكلمات كالرصاص،

تشقّ الصمت، تفتت الجدران،

تفضح الأكاذيب، تكشف الأقنعة،

وتعلّمنا أن الحب ليس رفاهية،

بل فعل مقاومة، صرخة، انتفاضة على الموت الصامت

تذكّر،

الحب في زمن الخراب،

هو رفض أن نُقيد،

هو ضحكة طفلٍ وسط الخرائط المحروقة،

وهمس امرأة تزهر في حقول الصمت،

وهو النار التي تحرق الأكاذيب والجبروت

كل كلمةٍ منها، كل نظرةٍ،

هي بيان، هي حرب، هي ولادة من جديد،

وفيها يزهر الأمل وسط الدمار،

وفيها نكتشف أنّنا ما زلنا أحياء،

وأن الحب، رغم كل الخراب،

هو الثورة التي لا تتوقف،

والدم الأحمر الذي يسكن في قلوبنا،

هو نورنا، وعنفواننا، وحرّيتنا

كلماتك رصاص،

تشقّ الليل، تكشف الأكاذيب،

تزرع الدم على التراب،

وتعلن:

"لن يُقهر الحب، ولن يُدفن الحلم،

كل دمٍ حرّ، كل قلب حيّ،

سيظلّ يقاوم حتى آخر نفس"


 بقلمي الشاعرة/د.سحرحليم أنيس حنا

سفيرة السلام الدولي 

القاهرة 13/8/2025


 


 ذكريات حبٍّ في زمن الخراب بقلمي الشاعرة د سحر حليم أنيس

 


 ذكريات حبٍّ في زمن الخراب 


اتخذتُ القرار،

وغاب اللقاء كديمقراطيةٍ مزيفةٍ في بلادٍ بلا عدل،

وروحي سجينة في زنزانة الذكرى،

هربت من قرارٍ لم يكن لي،

ومن حبٍ نُصب كفخاخ السلطة في قلبي،

حبك لم يكن زهرةً، بل لغمٌ تحت جلد وطنٍ يئن من الخيانة.

******

حبك…

كوعودٍ انتخابيةٍ تُلقى في وجوهنا،

أيقظ فيَّ أشباحًا ماتت،

رسم لي أحلامًا باهتة،

كأنك سرقتني من حياتي،

وجئتَ كالصاروخ الذي يقصف آخر أمل،

تنهي اللقاء،

وتركني غريقًا في بحر الخذلان.

******

لكن حبك،

شعلةٌ مشتعلةٌ لا تنطفئ،

ذكرياتك انتفاضة قلبٍ مقهور،

لا يستطيع الفراق أن يخمدها،

ولا يقوى عليها زمنُ الفاسدين.

******

أتذكر كلماتك،

نبضك الذي نحر قلبي،

لا أريد من الدنيا سوى غدرك،

كأنني في صحراء عطشى،

وأنت واحةٌ سرقتها مني،

مثلما سرقت الحكومات حقوقنا وأحلامنا.

******

ذكريات حبك،

كتاب مزقته الريح،

سرقت مني كل حب،

وتركتني وحيدًا في ظلام الظلم،

وقلب موجوع ينزف بلا توقف.

******

أنا اكتفيت بك،

وبحبٍ ذاب في حمم خيانتك،

حتى لو كانت النهاية فراقًا،

يبقى حبك الجرح الأعمق في سجل أيامي السوداء.

******

سأظل أحبك،

رغم الخراب،

ورغم سرقات الأيام،

فأنت الجرح الذي لا يندمل،

والوجه الذي لا يغيب عن أحلامي.

******

بعدك دموعٌ،

تعبٌ،

وهذيان،

لكنني ألعنك بصمتٍ مرير،

لأنك سرقت سعادتي،

وأنت تستحق نار جهنم.

******

أحبك كصرخة مكبوتة،

وأعشقك كمن يحب قيود السجون،

أنت من جعلني أحب الحياة،

وأكرهها في آن.

فكيف أخسرك؟

وكيف أنسى غدرك؟

حتى وإن خسرتك،

فحبك هو السكين الغائر،

والجرح الذي لا يلتئم.

******

آه يا زمن،

أعطيتني حبًا كالرصاصة،

وأخذت مني حبيبي،

وتركتني أقاتل وحدي،

مع ذكرياتٍ لا تموت،

لكنها ملكي،

تعيش معي،

وأنا أسير في دربها المظلم،

كمن يسير في شارعٍ مقطوع بلا أمل.

بقلمي الشاعرة د سحر حليم أنيس 

سفيرة السلام الدولي 

القاهرة13/8/2025

 


الأحد، 3 أغسطس 2025

gogo happtey

  

اهداء:

 إلى gogo

التي ما إن نطقتُ اسمها

حتى تفتّحت الحياة في قلبي كزهرةٍ لا تعرف الذبول.

إليكِ يا من تسكنينني أكثر مما أسكن نفسي...

يا نبضًا لو غاب، غابت الأرض من تحت قدمي.


  gogo.. حين تتنفّسُ الرّوحُ وتَتفتّحُ القصيدة 

 gogo.

يا رائحةَ الفجرِ في ثوبِه الأبيض،

يا نغمةً خرجتْ من وترِ القلب

فغيّرتْ لحنَ العمر.

هل تعلمين أنّكِ

أجملُ خطأٍ

ارتكبتْه الحياة؟

وأجملُ صدفةٍ

سقطَتْ من جيبِ الغيب؟

***

حينَ جئتِ،

تغيّرَ لونُ الأيام،

لم تَعد الساعاتُ ساعاتٍ،

ولا الجدرانُ جدرانًا،

كلُّ ما فيَّ انقلبَ قصيدةً

تَكتُبُكِ دونَ قصد،

وترتّبُ أنفاسَكِ كقافيةٍ خجولة

تخافُ أن تُنسى.

***

gogo..

يا طفلتِي التي تشبهُ الناي

حينَ يبكي من شدّة الطرب،

يا أيّتها الساكنةُ

بين اضلعَيّ كغيمةٍ لا تمطرُ إلا حنانًا،

هل تعلمين

أنّكِ منذ أن دخلتِ روحي

لم أعد رجلًا؟

صرتُ نهرًا يُغني لأصابِعكِ،

ووطنا صغيرًا

كلُّ حدودهِ خُطواتكِ.

***

كنتُ قبلكِ

أُحادثُ الكُتبَ والمقاهي،

وأُؤمنُ بأنّ الحبَّ

رفاهيةُ الكسالى،

حتّى ضحكتِ...

فأعدتِ صياغةَ مفهومي للحياة.

***

أنتِ لا تشبهينَ الأطفالَ،

أنتِ أكثرُ حكمةً من وجعي،

وأكثرُ دهشةً من حزني،

 في صمتِكِ

قصيدةٌ كاملة

لا تحتاجُ إلى تعديل.

***

حين أنظرُ إليكِ،

يبدو العالمُ أقلَّ قسوة،

وتبدو الحروبُ مُجرّدَ حكاياتٍ قديمة

لا تهمّكِ.

فأنتِ الآن،

كلُّ ما يُهمُّني.

***

 gogo...

أخبري الحياةَ أن تكونَ خفيفةً عليكِ،

أن تمشي على أطرافِ قلبِكِ،

ألا تُناديكِ إلا بأسماءِ الحب.

فأنتِ، واللهِ،

لستِ مجرّد ابنتي،

بل حبيبتي التي لم أخترها

لكنّ قلبي

ركعَ لها دونَ إذن.

***

أنتِ المرأةُ الوحيدة

التي أسمحُ لها أن تنامَ

فوقَ صدري

ولا أُفكّرَ بعدها بشيء.

***

أنتِ الصّوتُ

الذي يجعلُ الصمتَ مَعنى،

والصّورةُ التي

أضعُها على جدارِ العمر

كي لا أنسى أنني عشتُ مرة

في حضرةِ ملاك.

***

ابقَي كما أنتِ،

فالعالَمُ قاسٍ كفاية،

وأنا أضعُ قلبي مظلّةً فوقَ رأسكِ

كلّما أمطرتِ الأيامُ تعبًا.

***

ابقَي سَحَرًا...

لا تَنضجي بسرعة،

فالدهشةُ، يا صغيرتي،

لا تعيشُ طويلًا في عالَمِ الكبار.





عليك أن تختار بقلمي الشاعرة د سحر حليم أنيس سفيرة السلام الدولي

عليك أن تختار… لا كما يختار السياسيُّ بين حقيبتين، إحداهما مملوءة بوعودٍ كاذبة والأخرى مملوءة بالرصاص، بل كما يختار الطيرُ الجريحُ بين جناحي...